أشجار النقل اسم قد لا يعرفه الكثيرون منا، ولا ماهية الثمار أو المحاصيل الناتجة عنه، برغم أنه يُعد أحد النباتات الشائع استخدامها في أشهر المناسبات بالنسبة لعموم الدول العربية، ما يزيد الشغف للتعرف عليها عن قُرب، وسؤال المُتخصصين عن تعريفها وجدواها الاقتصادية، والمساحات المُنزرعة بها.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمود سامي أبو رية، أستاذ الفاكهة بالمركز القومي للبحوث، عن أشجار النقل، بوصفها واحدة من المحاصيل ذات الطبيعة الخاصة، علاوة على أهميتها الاقتصادية، بالإضافة لأهم الشروط الواجبة توافرها لتحقيق العوائد المُنتظرة منها.
أشجار النقل.. تعريفها وأهم مميزاتها
في البداية عرف الدكتور محمود سامي أبو رية مصطلح أشجار النقل موضحًا أنه مجرد اسم تجاري، يُقصد به بعض أنواع الفاكهة، التي تختلف عما سواها من النباتات الأخرى، بميزة فريدة من نوعها، ألا وهي أن ما يؤكل منها ليس اللُب، كما هو متعارف عليه بالنسبة لكافة المحاصيل.
وأوضح أن ما يؤكل في أشجار النقل هو الجنين الموجودة داخل البذرة، وهي الصفة المميزة لهذا النوع من النباتات، وسبب التسمية التجارية الشائعة لها، بين غالبية العاملين في هذا المجال.
أسباب ارتفاع أسعار محصول أشجار النقل
وعزا أستاذ الفاكهة بالمركز القومي للبحوث ارتفاع أسعار محصول أشجار النقل إلى أن غالبية المتوافر منها بالأسواق المحلية يأتي عن طريق الاستيراد، ما يعني ارتباطها الوثيق بأسعار صرف العملات الأجنبية.
موضوعات قد تهمك:
مشاكل النحالين.. “التشتية” السليمة وسُبل حماية القطيع من التغيرات المناخية
في السياق ذاته أكد الدكتور محمود سامي أبو رية إمكانية زراعة أشجار النقل على الأراضي المصرية، وذلك وفقًا لأغلب الدراسات العلمية التي تدعم وجهة النظر تلك، مؤكدًا أن الاستثمار في هذا المجال يوفر ملايين العملات الصعبة التي يتم إنفاقها على استيراد هذه المحاصيل.
وربط الدكتور محمود سامي أبو رية بين نجاح زراعة أشجار النقل وعدد من العوامل المُحددة، مؤكدًا أن هذه المحاصيل تجود زراعتها في فصل الشتاء، شريطة توافر عدد معين من ساعات البرودة – تحت 10 درجات مئوية – اللازمة لإتمام عمليات نموها بشكل سليم.
وضرب أستاذ الفاكهة بالمركز القومي للبحوث عدة أمثلة لبعض محاصيل أشجار النقل وعدد ساعات البرودة التي تحتاجها طوال موسم الشتاء، مؤكدًا أن البيكان يحتاج 150 ساعة، فيما ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 200 ساعة لمحصول اللوز، وتتضاعف مع عين الجمل لتصل إلى 500 ساعة، فيما يحتل الفستق مرتبة الصدارة، حيث تتطلب زراعته ما بين 700 ساعة فما فوقها.
لا يفوتك.. دور اتحاد نحالين العرب في دعم صناعة العسل
أشجار النقل.. دراسات وأبحاث
وأكد الدكتور محمود سامي أبو رية أن المركز القومي للبحوث بدأ دراساته العلمية حول أشجار النقل منذ 25 عامًا، ليحصل على التمويل اللازم لمواصلة أبحاثه في هذا الشأن، من أكاديمية البحث العلمي خلال الفترة ما بين 1998 إلى 2001، وعامي 2005 و2007، لتستمر الأبحاث بعدها بتمويل صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية ما بين عامي 2014 إلى 2017، للوقوف على عدد ساعات البرودة المُتاحة في فصل الشتاء، وأفضل المناطق التي تصلح لزراعة هذه المحاصيل.
أبرز المشاكل التي تواجه زراعة أشجار النقل
وألقى أستاذ الفاكهة بالمركز القومي للبحوث الضوء على أبرز المشاكل التي واجهتهم طوال هذه السنوات، ما حال دون تحقيق نجاح ملموس على أرض الواقع والذي برره بضعف التمويل وقصر الفترة الزمنية، ما يتعارض مع المعدل العمري لهذه المحاصيل، التي يتطلب الحصول على قطافها الأول قُرابة الخمس سنوات، وهي النقطة الفاصلة التي كانت تُعرقل نجاح المحاولات المذكورة.
وأوضح أن الشتلات الخاصة بمحاصيل وأشجار النقل لا تتوافر بسهولة، وإنما يجري العمل على إنتاجها بواسطة كافة العلماء والباحثين من كل التخصصات، لتقديمها إلى المُزارعين في سبيل إتمام التجارب على الأرض، بيد أن هذا المجهود الهائل كان يذهب سُدى بسبب توقف التمويل قبل الوصول لمرحلة الإثمار والحصاد.
إقرأ أيضًا:
التكويد والتتبع.. أهمية هذه الخطوة وما تمثله لمحاصيل الموالح المصرية
وكشف الدكتور محمود سامي أبو رية أن التمويل الأخير الذي حصل عليه، تم استثماره بأفضل صورة، والتي نتج عنها استصلاح وزراعة ما يقرب من 500 فدان في سيناء ومحور قناة السويس.
وأشاد أبو رية بتجاوب اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء مع نجاح تجربة زراعة أشجار النقل، والذي أصدر توجيهاته بتوفير الدعم اللازم، لزيادة معدلات الإنتاجية ومُضاعفة المساحات المزروعة، تماشيًا مع رؤية القيادة السياسية التي تتبنى تحقيق الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات، والتحول من خانة الاستيراد إلى منطقة التصدير.
ولفت أبو رية إلى أنه قدم خُلاصة أبحاثه فيما يخص أشجار النقل، إلى السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مُشيرًا إلى أنه بصدد دراسة كافة الخطوط العريضة في سبيل تفعيل وإنجاح هذا المشروع.