أكد الدكتور عمرو صلاح، الباحث أول بقسم بحوث الزيتون وفاكهة المناطق شبه الجافة بمعهد بحوث البساتين، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل»، أن الزيتون شجرة مباركة ذكرها الله عز وجل, ولها فوائد جمة للمزارع والمستهلك والاقتصاد, موضحًا أن بعض الدول يعتمد اقتصادها الأخضر على زراعة الزيتون.
نصائح وتوصيات هامة قبل زراعة شتلات الزيتون
نصح الدكتور صلاح باتخاذ إجراءات مهمة قبل زراعة الشتلات. أوصى بوضع الشتلات في مكان مخصص (مشتل صغير) بالمزرعة لمدة أسبوعين لتأقلمها على جو المنطقة، مشددًا على ضرورة رش الشتلات بمبيد حشري وقائي خلال هذه الفترة لضمان خلوها من الآفات.
بيّن أن هذه الخطوة توفر تكلفة رش المساحة الكبيرة لاحقًا، مضيفًا أنه في حال الشراء من مصدر غير موثوق، يجب أخذ عينات عشوائية من الشتلات وتحليلها في معهد بحوث أمراض النبات للكشف عن النيماتودا وأعفان الجذور، وموضحًا أن هذه التحليلات توفر معلومات حيوية لاتخاذ القرار المناسب، سواء برفض الشتلات المصابة بشدة أو معرفة المبيد المناسب للعلاج. أكد أن خطوة الفحص هذه مهمة جدًا وتوفر على المزارع خسائر فادحة لاحقًا.
أوضح الدكتور صلاح خطوات تجهيز الأرض للزراعة، موجهًا النصح بضرورة حفر الجور بعمق متر (50 سم خارج التربة و50 سم يتم تفكيكها وتركها في التربة) لتسهيل الصرف وتهوية التربة وتفكيكها، بما يسمح للجذر باختراق التربة للأسفل, مع توفير الحماية الكافية ضد الإصابة بأعفان الجذور وصدمات الملوحة والجفاف.
مواصفات واشتراطات إضافة الكومبوست
بيّن أن التربة المستخرجة تُخلط بكميات كبيرة من المواد العضوية الجيدة مثل الكومبوست أو السباخ القديم المتحلل، مشددًا على أن المادة العضوية يجب أن تكون موثوقة المصدر، خالية من الأملاح وبذور الحشائش والنيماتودا وأعفان الجذور، وذات درجة ملوحة لا تتعدى 2000، ونسبة مادة عضوية لا تقل عن 28-40%.
قواعد التسميد والمسافات الفاصلة
وأضاف أنه يتم إضافة كيلو سوبر فوسفات لكل شجرة مع المادة العضوية لتيسير امتصاص الفوسفور بطيء الامتصاص، مع الالتزام بإضافة الجبس الزراعي بكميات محددة، بناءًا على تحليل التربة ونسبة كربونات وكبريتات الكالسيوم, مؤكدًا على أهمية التحليل في هذه المرحلة.
بيّن الدكتور صلاح المسافات المثلى للزراعة في الزيتون، وهي 6 × 5 أمتار، موضحًا أن مسافة وجود الـ6 أمتار بين الخطوط، تسهل مرور المعدات لعمليات الخدمة المختلفة، فيما تضمن مسافة الـ5 أمتار بين الأشجار في الخط الواحد، لتخلل الضوء والهواء وتحد من انتقال الآفات بين الأشجار.
ونصح بالزراعة من الشمال للجنوب في حال الزراعة في مسافات مستطيلة، لضمان أطول فترة ممكنة لتعرض الشجرة للإضاءة.
مواعيد الزراعة
أشار الدكتور صلاح إلى أن المواعيد المناسبة لزراعة الزيتون تتجنب أشهر الحرارة الشديدة (يوليو وأغسطس) والبرودة الشديدة (يناير وفبراير)، ما يوجب على المزارعين ضرورة متابعة الأرصاد، وتجنب الزراعة قبل أو أثناء الموجات الحرارية الشديدة، مشددًا على ضرورة تجهيز شبكات الري بكفاءة عالية قبل الزراعة.
مصدات الرياح
وأكد على أهمية زراعة مصدات الرياح قبل زراعة الزيتون بفترة كافية (من ستة أشهر إلى سنة)، موضحًا أن مصدات الرياح الكبيرة الحجم والعمر تحمي الأشجار والمحصول من التغيرات المناخية والرياح الشديدة، مدللًا على أهميتها بأنها تساهم في زيادة معدلات الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 15-20%.
أضاف الباحث بأن السنادة (الدعامة) في غاية الأهمية لشجرة الزيتون نظرًا لمرونتها وميلها مع الرياح، ما يُوجب وضعها من الجهة البحرية أو جهة اتجاه الريح، مع ربط الشجرة بها لضمان نموها بشكل قائم وتجنب تصلبها في وضع خاطئ.
فوائد التقليم
شدد الدكتور صلاح على ضرورة تقليم أشجار الزيتون سنوياً، موضحًا أن التقليم يحافظ على التوازن بين المجموعين الخضري والجذري، ومبيّنًا أن تقليم التربية يبدأ من اليوم الأول للزراعة، لمنع نمو السرطانات والأفرع على الثلث الأسفل من الساق، لافتًا إلى تداعيات وتبعات إهمال هذه المعاملة من البداية، والتي قد تؤدي إلى نمو السرطانات التي تنافس الشجرة الأم على الماء والعناصر.
نظام الري
تطرق الباحث بعدها إلى نظام الري المتبع، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من زراعات الزيتون في مصر، تعتمد على الري الصناعي بالتنقيط من مياه الآبار الارتوازية.
ونصح بتجنب اتباع نظام الري بالغمر، نظرًا للمشاكل الكبيرة الناجمة عنه، مثل انتشار الحشائش والنيماتودا وأعفان الجذور وهدر المياه، مبيّنًا أن أشجار الزيتون لا تعطش أبداً, ويجب ريها باستمرار, موضحًا أن كمية الري تختلف حسب عمر الشجرة وموسم النمو.
وذكر أن الري بالتنقيط يتم بوضع نقطتين لكل شجرة مبدئياً، وتزداد عدد النقطات أو خطوط الري مع تقدم الشجرة في العمر، فيما تكون وتيرة الري بعد يوم بعد يوم في الشتاء، وقد تصل إلى الري يومياً في الحر الشديد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الحشائش.. طرق مكافحة الزمير على القمح وتأثير التغيرات المناخية على انتشارها
محصول القطن.. سبل تجاوز مشكلة أعفان الجذور وأهمية التسميد الآزوتي المتوازن
تربية الأغنام والماعز.. طرق زيادة عوائدها الاقتصادية ورفع معدلات الإنتاج