أسباب مشكلة التصحر رصدتها نشرة إرشادية تحمل الرقم 2 أصدرتها إدارة الثقافة الزراعية التابعة لقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة بعنوان “التصحر يهدد الأمن الغذائي المصري .. أسبابه وسبل التغلب عليه”، أعدها الدكتور على أحمد على وراجعها الدكتور صلاح يوسف بشعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية بمركز بحوث الصحراء.
يعتبر التصحر من أهم الكوارث التي تهدد مظاهر الحياة المختلفة، حيث أنه عبارة عن الاختلال في توازن العناصر المختلفة المكونة للنظم الإيكولوجية وتدهور خصائصها الحيوية وانخفاضها بدرجة كبيرة حتي لا تفي بالاحتياجات الضرورية للإنسان والحيوان خاصة الغذاء، وعادة تكون التصحر نتيجة مباشرة لسوء استغلال الإنسان للعناصر البيئية والتي ينتج عنها سلسلة من التغيرات التدهورية في الغطاء النباتي وتغير في المناخ، مما ينتج عنه ظروف جديدة هشة وأكثر حساسية، الأمر الذي يهيئ مضاعفة وزيادة تولد الظروف البيئية غير الملائمة ومضاعفة تأثيرها سلبا، وغالبا ما تحدث ظروف التصحر في المناطق الحرجة والقابلة للتصحر(المناطق الجافة وشبة الجافة).
أسباب مشكلة التصحر
وقد ترجع أسباب التصحر إلى أسباب طبيعية أو أسباب ترجع إلى العوامل البشرية بشكل عام والمزارعين بشكل خاص وسوف نذكرها جميعا فيما يلي :
1- التغيرات المناخية من أسباب مشكلة التصحر
تتسم النظم البيئية الجافة، وشبه الجافة باحتمالية تعرضها لكميات متفاوتة، أو ضئيلة من الأمطار، وبالتالي فإن مثل هذه التغيرات المناخية قد تؤدي لحدوث الجفاف لفترات طويلة، الأمر الذي سيقلل الإنتاجية البيولوجية لتلك النظم البيئية بشكل سريع، وقد تستمر هذه التغييرات لفترات مؤقتة، كموسم واحد فقط، أو قد تستمر على مدى سنوات وعقود، علما أن النباتات والحيوانات تستفيد من الفترات المطيرة بسرعة، ويمكن أن تزداد إنتاجيتها بسرعة خلال هذه الأوقات .
۲- تراجع الغطاء النباتي من أسباب مشكلة التصحر
يحدث التصحر عند تدهور الغطاء النباتي، واستبدال الأراضي العشبية الممتدة بالشجيرات المتباعدة، والنباتات الشائكة، الأمر الذي يؤدي إلى ترك مساحات كبيرة من التربة المكشوفة، لذا تتركز موارد التربة حول النباتات الكبيرة بشكل كبير، وتصبح الظروف البيئية لمعظم الكائنات الحية في المناطق العارية أكثر صعوبة، علما أن هذه الأسطح المكشوفة تصبح معرضة لمزيد من التدهور من خلال التآكل، وارتفاع درجات الحرارة، والتبخر، كما يمكن أن يحدث التصحر عندما تترك المناطق المزروعة، وتتغير حالة التربة، بحيث تحول دون إصلاح النظم الإيكولوجية الطبيعية، وتشمل هذه التغيرات التآكل، وزيادة الملوحة من الري، وفقدان الكائنات الحية في التربة.
3- إجهاد التربة
يعود السبب الرئيسي للتصحر إلى فقدان التربة للعناصر الضرورية فيها ولفترات طويلة، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور التربة، إذ إن التربة الصحية والمنتجة هي تلك التي تكون غنية بالمواد العضوية، والتي يطلق عليها اسم (الدبال)، حيث يتشكل الدبال عندما تقوم الكائنات الحية الدقيقة، والفطريات بتحليل المواد العضوية كالنباتات، والحيوانات الميتة، لتتحول بعدها إلى تربة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية: كالكربون، والنيتروجين، والفوسفور، والكبريت كما يرجع إجهاد التربة ايضا الي عدم تنوع المحاصيل (منظمة الأغذية والزراعة : ٢٠١٨).
4- طرق الزراعة غير المستدامة
يساعد الاستخدام السليم للأسمدة الكيميائية، وتناوب زراعة المحاصيل على تزويد التربة بكمية كافية من المواد العضوية الضرورية، لتعزيز حياة الكائنات الحية الدقيقة فيها، ولكن في حال تم استخدام الأسمدة الكيميائية بكثرة، ولم يتم عمل دورات زراعة بشكل صحيح، أو عند اتباع أساليب ري غير سليمة، فإن ذلك كله سيساهم في إزالة العناصر الضرورية من التربة، وفي حال قلت كمية الدبال في التربة السطحية، فستصبح التربة حينها إما مضغوطة، أو مفككة بشكل كبير، ويمكن لكلا الأمرين أن يؤديان إلى حدوث تأكل مدمر للتربة، فلا تستطيع النباتات النمو عندما تتحلل التربة، مما يعني عدم وجود محاصيل غذائية للإنسان، ولا محاصيل لرعي الحيوانات.
5- زيادة التعداد السكاني
تعتبر الزيادة المضطردة لعدد سكان العالم من أهم الأسباب وراء حدوث التصحر، وخصوصا في البلدان النامية، حيث شهدت مناطق الأراضي الجافة في فترة التسعينيات نموا سكانيا بنسبة 18.5%، حيث كان معظمها في الدول الفقيرة جدا، والدول النامية، ومع صراعهم اليومي من أجل البقاء على قيد الحياة، أصبح هؤلاء السكان الذين يزدادون في العدد عبئا مميتا على بيئتهم .
6- الرعي الجائر من أسباب مشكلة التصحر
تؤثر الحيوانات التي تعتمد على الرعي تأثيراً سيئا على البيئة، حيث تعتبر الأعشاب ضرورية لتثبيت التربة السطحية في مناطق الأراضي الجافة، وعندما يسمح للحيوانات بالرعي غير السليم، فإنها ستأكل جميع أعشاب المنطقة، وتعرض التربة السطحية إلى قوى تأكل مدمرة، مثل الرياح، والعواصف الرعدية المفاجئة.
7-. إزالة الغابات
تساهم عملية إزالة الغابات إسهاماً مباشراً في حدوث التصخر، فدون وجود النباتات، والأشجار ، سيكون هناك فرصا ضئيلة، أو معدومة للكائنات الحية للتكاثر، أو حتى للبقاء على قيد الحياة، وعادة ما تحدث هذه المشكلة عندما ينتقل الناس إلى مناطق جديدة غير مأهولة، فيتم قطع الأشجار فيها، لأغراض البناء والضروريات الأخرى.
8- التمدن من أسباب مشكلة التصحر
يمكن أن يتسبب التمدن في اختفاء الغطاء النباتي، فالتحضر يؤدي إلى إلحاق الضرر بالتربة، بفعل المواد الكيميائية، والعوامل السامة الأخرى التي يستخدمها الأشخاص، كما أن النباتات لا تمتلك مساحة كافية للنمو في المناطق الحضرية، مما سيؤدي إلى حدوث مستويات مختلفة من التصحر.
۹- سوء استثمار واستغلال العناصر البيئية الطبيعية
أن حدة التصحر في تزايد مستمر خاصة مع التزايد السكاني الكبير الذي شهده العالم وكذلك ارتفاع المستوى المعيشي والاقتصادي والاجتماعي النسبي وما ترتب عليه من ازدياد في الاستهلاك ، وزيادة الطلب على الموارد البيئية الطبيعية بشكل عام والمنتجات الزراعية بشكل خاص . ذلك أدى بالإنسان الى توسيع رقعة استغلاله للعناصر البيئية ولاستغلال مناطق هشه وحساسة وغير مستقرة تمتاز بعدم تحمل النظم البيئية بها لهذا الاستغلال المكثف له عناصرها الطبيعية مما أدى إلى اختلال اتزانها الطبيعي مما كان سببا في تزايد سرعة عمليات التصحر وازدياد حدوثها .
10- حركة الآلات بشكل كبير في المناطق الصحراوية
يؤدي ذلك إلى تدمير الغطاء النباتي وتدهور التربة.
11- الري المفرط (الإدارة الرديئة لمشاريع الري)
يؤدي الري المفرط في ظل المناخ الجاف خاصة إلى ترسب الأملاح على سطح التربة. كما أن تدني كفاءة قنوات الري: يعمل الماء المهدر على تملح التربة المروية وزيادة مشاكلها (التقرير الإقتصادي العربي الموحد : ٢٠١٥).
١٢- الزراعة الحدية من أسباب مشكلة التصحر
ينتشر هذا النوع من الزراعة على أطراف المناطق الجافة، وتعتمد الزراعة الحدية على الأمطار التي تتساقط بشكل متذبذب مما يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل الزراعة وزيادة سطح التربة تفككا وتعريض الأرض لعناصر المناخ المختلفة وتطاير المادة العضوية الموجودة به.
۱۳- استغلال المناطق الصحراوية لأغراض ترفيهية
يؤدي ذلك إلى التأثير في الغطاء النباتي، ووجود خلل في التوازن البيئي مما يعرض تلك الأرض للتصحر.
١٤- التلوث من أسباب مشكلة التصحر
ويشمل تلوث الماء والهواء والتربة.
15- زحف الكثبان الرملية من أسباب مشكلة التصحر
زحف الكثبان الرملية التي تغطى الحرث والزرع بفعل الرياح .
المصدر
نشرة فنية رقم (۲) لسنة ٢٠٢١ الصادرة عن الإدارة العامة للثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
دودة الحشد الخريفية.. أبرز سماتها الظاهرية وطُرق انتشارها
باحث يوضح فرص وفوائد التوسع في زراعة عباد الشمس بالوادي الجديد
علاج النيماتودا.. باحث يؤكد إمكانية القضاء عليها خلال 150 دقيقة
لا يفوتك
الحديد ” عنصر لا غنى عنه ” في تغذية النبات