أسباب زيادة معدلات النفوق في الأسماك النيلية وفوائد الحجر السمكي

الأسماك والاهتمام بالحفاظ على استدامة الثروة السمكية في مصر، واحد من أهم الملفات التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، بالنظر لقيمتها الغذائية حيث تعتبر مصدرًا هامًا للبروتين، والأحماض الدهنية والأوميجا 3، علاوة على انخفاض سعراتها الحرارية، ما يجعلها بديلاً صحيًا ورخيصًا مقارنة باللحوم، وهي المسألة التي تناولها الدكتور أحمد إسماعيل – أستاذ أمراض الأسماك بالمركز القومي للبحوث – مسلطًا الضوء على أبرز التحديات والقضايا المتعلقة بقطاع الثروة السمكية، وسبل تنميتها، والرؤية المستقبلية للحفاظ عليها، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.

الفوائد الصحية والغذائية لـ”الأسماك”

في البداية أوضح الدكتور أحمد إسماعيل أن الأسماك لا تمثل غذاءً صحيًا فقط، وإنما تتعدى هذه المسـألة، حيث يمكن النظر إليها كعلاج ناجع للعديد من الأمراض، أبرزها “السكري والزهايمر وارتفاع ضغط الدم”، مؤكدًا أنها لا تسبب أي أضرار صحية، ولا توجد أي محاذير طبية تجاه تناولها، بل على العكس، تساعد في الحفاظ على صحة المواطنين، مشيرًا ورود ذكرها في القرآن الكريم، وهو ما يدل على أهميتها الغذائية والروحية.

درع واقي ومصدر غذائي آمن

أكد الدكتور “إسماعيل” أن الثروة السمكية تمثل الدرع الواقي للأمن الغذائي في مصر، فهي خالية من الأمراض التي قد تنتقل إلى الإنسان، وذلك بفضل درجة الحرارة المرتفعة التي تقتل أي عوالق مرضية، لافتًا إلى أن تمثل مصدر غذاء آمن تمامًا على صحة المواطنين مقارنة ببعض المنتجات الأخرى مثل الألبان التي قد تحتوي على أمراض مثل البروسيلا وتحتوي على نسب عالية من الكوليسترول.

معدلات الإنتاج وأسعار التداول

تطرق أستاذ أمراض الأسماك بالمركز القومي للبحوث إلى إنتاجية مصر، والتي تصل إلى قرابة الـ3 ملايين طن سنويًا، موضحًا أنه رقم كبير ولكنه لا يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة، ما يؤثر على أسعار التداول بالأسواق، والتي تشهد ارتفاعًا كبيرًا، بسبب قلة المعروض عن حد الطلب، وهي المسألة التي أدت إلى تجاوز أسعار الأنواع الشعبية حدود الـ100 جنيه، فيما تتراوح أسعار أنواع أخرى ما بين 400 و500 جنيه، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لدراسة الأسباب وراء هذا الارتفاع الكبير.

ركائز مضاعفة معدلات إنتاجية

تناول الدكتور أحمد إسماعيل أيضًا عدة محاور لزيادة إنتاجية الثروة السمكية في مصر، موضحًا أنها تعتمد على ثلاثة ركائز: المياه التي تعتبر مصدرًا هامًا لتغذية الأسماك، الغذاء الذي يحتاج المواطن إلى التفكير في توفيره بأساليب علمية، والبذرة أو الزريعة التي تعتبر من العناصر الرئيسية في عملية تربية الأسماك، وتعد الأقل تكلفة والأكثر جودة.

فوائد الحجر السمكي

أكد الدكتور أحمد إسماعيل على أهمية الحجر السمكي، مشيرًا إلى أن الأمراض الوافدة تشكل تهديدًا كبيرًا لصحة الثروة السمكية في مصر، تم الاستشهاد بتجربة الهند التي تعتمد على الحجر السمكي بشكل فعال، منوهًا بضرورة تطبيق نفس الإجراءات في مصر لحماية الأسماك من الأمراض التي تنتقل من المصادر الطبيعية، موضحًا أن الحجر السمكي يجب أن يكون مشابهًا للحجر البيطري المطبق على الحيوانات، حيث يتم عزل الأسماك وفحصها لضمان خلوها من الأمراض قبل السماح بإدخالها إلى المزارع السمكية.

أسباب زيادة معدلات النفوق في الأسماك النيلية

أوضح أن العام الحالي شهد زيادة غير مسبوقة في حالات نفوق الأسماك في مصر، خاصة في الأسماك النيلية، مشيرًا إلى أن السبب الأساسي وراء هذه الظاهرة يعود إلى الأمراض الوافدة التي تنتقل من الأسماك البحرية مثل الدنيس والأروس التي يتم صيدها من البحيرات والمنافذ الطبيعية دون تطبيق إجراءات حجر أو معالجة، مؤكدًا أن هذه الأسماك البحرية تعمل على نقل الأمراض إلى أسماك البلطي التي تشكل النسبة الأكبر في المزارع السمكية، مما يؤدي إلى انتشار واسع للأمراض.

وناشد “اسماعيل” السلطات المصرية، وخاصة جهاز حماية البحيرات، بالعمل على تنظيم وتطبيق نظام الحجر السمكي بفعالية، منوهًا إلى أهمية الشراكة بين الجهات العلمية والصيادين والمربيين لتطوير حلول عملية لهذه المشاكل، بما يضمن ويعزز فرص الحفاظ على الثروة السمكية واستدامتها، ويساعد على مضاعفة حدود إنتاجيتها.

أبرز الأخطاء التي تعزز فرص انتقال الأمراض

سلط الضوء على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض المربيين والتي تؤدي لنقل العدوى، حيث يتم إدخال الأسماك مباشرة إلى المزارع دون إجراء أي فحص، مما يسهم في تسريع انتشار الأمراض، مشددًا على أن الحجر السمكي يجب أن يستمر لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 يومًا، يتم خلالها فحص الأسماك وعزل المصابة منها لضمان عدم انتشار الأمراض، محذرًا من الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي قد يتعرض لها المزارعون بسبب إهمال هذه الإجراءات، حيث يؤدي نفوق الأسماك إلى تكبدهم خسائر مالية كبيرة.