أوضح الدكتور محمد إبراهيم، الأستاذ بقسم وقاية النبات بكلية الزراعة جامعة أسيوط، أن التغيرات المناخية لم تعد مجرد توقعات بعيدة، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يفرض تحديات كبيرة، مشيرًا إلى أن العلماء الذين كانوا يناقشون هذه القضية قبل سنوات باتوا اليوم يحذرون من تأثيرها المتسارع على الزراعة، مدللًا على ذلك بعدم قدرة المحاصيل على تحمل الظروف الجديدة، ومؤكدًا أن الحاجة إلى استراتيجيات زراعية متطورة أصبحت ملحّة أكثر من أي وقت مضى.
التغيرات المناخية وتأثيرها على الأمن الغذائي
أكد الأستاذ بقسم وقاية النبات بكلية الزراعة جامعة أسيوط أن الزيادة المطردة في عدد السكان خلال المائة عام الماضية تضع العالم أمام تحدٍ خطير، موضحًا أن عدد سكان الأرض سيصل إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، ما يستدعي مضاعفة الإنتاج الزراعي لتلبية الاحتياجات الغذائية، مشددًا على أن الحكومات حول العالم تعمل ليلاً ونهارًا على وضع خطط قصيرة وطويلة المدى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية، مفندًا الاعتقاد السائد بأن هذه المشكلة بعيدة المدى، بل هي أزمة حاضرة تؤثر على جميع القطاعات الزراعية.
تداعيات الإدراك المتأخر لحجم الأزمة
لفت “إبراهيم” إلى أن الحديث عن تغير المناخ قبل 30 أو 40 عامًا كان يُنظر إليه كأمر مشكوك فيه، مدللًا على ذلك بكيفية تعامل الناس مع أخبار ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي حينها، مشيرًا إلى أن ما كان يبدو نظريًا أصبح اليوم حقيقة ملموسة تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي، ومؤكدًا أن النباتات كائنات ضعيفة تعتمد كليًا على المناخ وعناصره مثل الضوء، الحرارة، المياه، والتربة، موضحًا أن أي اختلال في هذه العوامل ينعكس سلبيًا على دورة حياة النبات وإنتاجية المحاصيل.
أسباب التغيرات المناخية بين العوامل البشرية والطبيعية
أوضح الأستاذ بقسم وقاية النبات أن التغيرات المناخية تنقسم إلى عوامل بشرية وأخرى طبيعية، مشيرًا إلى أن الأنشطة الصناعية، العوادم، الانبعاثات الكربونية، والوقود الأحفوري تُعد من أبرز الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة، مدللًا على ذلك بالحرائق الضخمة في ولاية كاليفورنيا والآثار البيئية للحروب مثل الصراع في أوكرانيا، موضحًا أن هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على المناخ، ومفسرًا أن هناك أيضًا ظواهر طبيعية مثل البراكين تلعب دورًا في هذه التغيرات، لكنها ليست العامل الرئيسي مقارنة بالتدخل البشري.
ظاهرة الاحتباس الحراري وآثارها على الأرض
كشف “إبراهيم” عن كيفية تأثير الاحتباس الحراري على المناخ، مفسرًا أن أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض تُفترض أن تنعكس مرة أخرى إلى الفضاء، لكن الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز تشكل حاجزًا يمنع انعكاس هذه الأشعة، مشددًا على أن هذه الظاهرة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعية، مبرهنًا على ذلك بزيادة موجات الجفاف، التقلبات المناخية الحادة، وذوبان الجليد في القطبين، مؤكدًا أن استمرار هذه الظاهرة دون تدخل جاد سيؤثر بشكل كارثي على الأمن الغذائي العالمي.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
البحوث الزراعية ينظم ورشة عمل حول البصمة الكربونية وتأثيرها على التغيرات المناخية
محصول المانجو وتداعيات التغيرات المناخية على معدلات التحجيم
أخطر أطوار دودة الحشد الخريفية واشتراطات نجاح إجراءات المكافحة والتوقيت الأمثل لتطبيقها