التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية على القطاع الزراعي والمحاصيل المختلفة، وطرق تجاوزها والحد من أضرارها، كانت من أهم المحاور التي تطرق لها الدكتور محمد فهيم – رئيس مركز معلومات تغير المناخ – خلال مداخلته الهاتفية مع الإعلامي اسكندر أحمد، مقدم برنامج “بشرة خير”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
التغيرات المناخية وتداعياتها على المحاصيل الزراعية
في البداية تحدث الدكتور محمد فهيم عن التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية على المحاصيل الزراعية المختلفة، موضحًا أنها تبلغ ذروتها خلال أشهر مارس وإبريل ومايو، والتي تمثل سرة الموسم الزراعي، وبخاصة بالنسبة لمحاصيل الفاكهة التي تمر خلالها بمراحل التزهير والعقد، والمحاصيل الشتوية كالقمح والفول البلدي، والتي تمر بمرحلة التحجيم، علاوة على بدء زراعة غالبية المحاصيل الزراعية خلالها.
جهود قناة مصر الزراعية
أثنى “فهيم” على قناة مصر الزراعية التي تقوم بدور إرشادي متكامل على مدار الساعة، لتعريف المزارعين بمخاطر التغيرات المناخية وانعكاساتها على المحاصيل الزراعية المختلفة، وطرق تجاوزها والحد من أضرارها، عبر بث حزمة من التوصيات الفنية التي أقرها الخبراء والمتخصصون.
أسباب التغيرات المناخية
عزا “فهيم” التغيرات المناخية للاستخدام المتزايد للوقود الأحفوري، والتي يتبعها تصاعد المزيد من الأبخرة وسحب الدخان والغازات المسببة للاحتباس الحراري، موضحًا أنها كانت أحد النتائج السلبية للثورة الصناعية الكبرى، التي انطلقت مطلع عام 1860، والتي رافقتها تراكم مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون والأدخنة داخل نطاق الغلاف الجوي.
وأكد مدير مركز معلومات تغير المناخ أن سحب الأدخنة المتصاعدة من المصانع عند بدء الثورة الصناعية لم تزل عالقة داخل الغلاف الجوي، مشكلةً عائقًا يحول دون قدرة هذا الغطاء الرباني على تشكيل الفصول المناخية الطبيعية، رغم مرور ما يزيد عن 150 عامًا، لافتًا إلى أن هذا التلوث يضاف إليه 50 مليار طنًا سنويًا، بسبب عدم التزام الكيانات الصناعية الكبرى بتقنين استهلاكها من الوقود الأحفوري، ما يؤدي لزيادة بعض الظواهر كالسيول والفيضانات وحرائق الغابات والارتفاع المتزايد في درجات الحرارة.
الحلول العلمية للتعامل مع انحرافات الطقس والمناخ
قدم “فهيم” حزمة من الحلول العلمية التي تستهدف تخفيف حدة التغيرات المناخية، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- توطين ثقافة التعامل الصحيح مع هذه الظاهرة عبر المنصات الإعلامية ووسائل الاتصال المختلفة
- اتخاذ التدابير التطبيقية والإجرائية التي تساعد على تعزيز نتائج التوصيات العلمية الخاصة بطرق التعامل الصحيح مع هذه الظاهرة
- تغيير توقيتات الزراعة
- إنتاج أصناف وسلالات جديدة قصيرة العمر لأغلب المحاصيل الزراعية وبخاصة الاستراتيجية منها كـ”القمح والأرز والذرة والقطن، بما يتلائم مع ما تشهده البيئة الزراعية من تغيرات وتقلبات في الطقس والمناخ
- الاعتماد على التقاوي المعتمدة القادرة على تحمل التغيرات المناخية
- اتباع نظم الإنذار المبكر الخاصة بهطول الأمطار موجات الصقيع
عوامل تشكل المناخ في دول العالم
لفت مدير مركز معلومات تغير المناخ إلى بعض الحقائق العلمية الخاصة بأسباب تشكل حالة الطقس في مصر، موضحًا أن فصل الصيف يتحكم فيه موجتين أساسيتين، هما منخفضي “الهند الموسمي”، والذي يؤثر في عدة مناطق على مستوى العالم، أبرزها الهند والجزيرة العربية والشام وجنوب تركيا ومصر وقد تمتد آثاره في بعض الأحيان إلى ليبيا وتونس، و“السودان الموسمي” ويؤثر بشده في مناطق تشاد والسودان وجنوب وصعيد مصر.
وأشار “فهيم” إلى مناطق شمال إفريقيا والتي تضربها منخفضات “جنوب الجزائر” و“جنوب الصحراء”، والأمر عينه بالنسبة لفصل الشتاء القارص بالقارة الأوروبية، والناجم عن مناخ المناطق الجليدية ومنطقة جرين لاند، فيما تؤثر الموجات الخاصة به، على فصل الشتاء في مصر في كثير من الأحيان، مؤكدًا أن طبيعة المناخ تتشكل في المناطق المتسعة الكبيرة الموجودة خارج حدود وجغرافية الدول.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
مكافحة أكاروسات الموالح وتداعيات التغيرات المناخية
تداعيات التغيرات المناخية على فول الصويا واشتراطات نجاح الري ومكافحة “الاصفرار والأعفان”