تُعد صناعة الدواجن في مصر ركيزة أساسية للأمن الغذائي، ومصدرًا رئيسيًا للبروتين الحيواني للملايين، كما أنها تمثل استثمارًا ضخمًا وتوفر فرص عمل وفيرة. ومع ذلك، لا تخلو هذه الصناعة من التحديات التي تتطلب وقفة تأمل ونقد ذاتي مستمر لضمان استدامتها وتطورها لمواكبة المتغيرات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة لصالح المستهلك والمربي والاقتصاد الوطني.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبدالهادي، مقدم برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل»، تناول الدكتور أسامة زعتر استاذ نظم اقتصاديات تربية الدواجن، بالتحليل والتقييم الأوضاع الراهنة في قطاع الدواجن المصري، مستعرضًا المشكلات والتحديات وسبل الإصلاح المقترحة.
أهمية النقد الذاتي وسلامة الدواجن
أكد الدكتور محمد محسن على أهمية المقولة التي تُلهمنا دائمًا، ومحورها الأساسي “نقد الذات بغية الوصول للأفضل”، مشيرًا إلى ضرورة الابتعاد عن الطرق التقليدية والتركيز على الأفعال المخلصة والجهد المبذول، والتعاون الوثيق بين كافة أطراف المجتمع، من مواطنين ومسؤولين، من أجل رفعة الوطن ونهضته.
وعبر “محسن” عن اختلافه الكامل مع بعض التصريحات الأخيرة، والتي قد تكون غير مستندة إلى إحصاءات عامة، بحكم عدم تخصص من أدلوا بها لوسائل الإعلام، ولا سيما مع دقة وتخصص هذا المجال.
وشدد الدكتور محسن بشكل قاطع على أن توافر الدواجن في السوق المصري، مع مطابقتها للمواصفات، مؤكدًا أنها آمنة تمامًا، وصالحة للاستهلاك الآدمي، بنسبة مليون في المئة.
أسباب أزمة نفوق الدواجن
أوضح الدكتور محمد محسن أن الأزمة الأخيرة التي شهدتها صناعة الدواجن، والمتعلقة بنسب النفوق المرتفعة، تعود إلى فترة سابقة خلال الشتاء الماضي، حيث ارتفع سعر الكتكوت بشكل مفزع ليلامس حدود الستين جنيهًا.
وفسر “محسن” المشكلة الأساسية الناجمة عن انتشار بعض قطعان الكتاكيت ذات المناعة الأمية الضعيفة داخل عدة مزارع، ما ضاعف من نسب تفشي الأمراض في ظل ظروف الشتاء القاسية.
ودلل على ذلك بالتحليلات التي أجريت في المعمل المرجعي، والتي أثبتت وجود أمراض مثل تشيكن أنيميا، ريو، ميكوبلازما، وتقزمات في هذه الكتاكيت المصابة.
حلول مقترحة لمواجهة الأزمة
اقترح الدكتور محمد محسن حلًا بديلاً يراه أكثر توفيرًا في الوضع الراهن، وهو إيقاف تربية قطعان الأمهات المصابة لمدة عام كامل، مع استيراد البيض المخصب خلال هذه الفترة.
وأوصى بذلك لحين تجديد دم القطعان في محطات الأمهات المحلية، لضمان إنتاج كتاكيت سليمة تتمتع بمناعة قوية، لافتًا إلى أن مشكلة النفوق ظهرت بعد إدخال هذه القطعان ذات المناعة الضعيفة في دورات الإنتاج.
أسباب ضعف المناعة الأمية للكتاكيت
شرح الدكتور محمد محسن طبيعة صناعة الدواجن في مصر بأنها صناعة “تجميع” في المقام الأول، معللًا ذلك بأن معظم مدخلات الإنتاج يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يراه استنزافًا مضاعفًا لرصيدنا من العملة الصعبة.
وتطرق إلى مراحل التربية، موضحًا أنها تبدأ بجدود التسمين التي تنتج الأمهات، ثم تقوم الأمهات بإنتاج الكتاكيت المعدة للتسمين، مشيرًا إلى أنه خلال فترة أزمة سعر صرف الدولار، حدث نقص وقصور في توفير التحصينات اللازمة لمحطات الأمهات، مما أثر سلبًا على هذه القطعان وأدى إلى ضعف المناعة الأمية في الكتاكيت الناتجة عنها.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
تربية الدواجن.. التعامل مع المخلفات وسبل التعرف على الطيور المريضة وإجراءات العزل
تربية الدواجن.. الرعاية الاحترافية في المزارع التجارية ومزايا العنابر المغلقة