المحاصيل الزيتية وأساليب الزراعة الصحيحة، وسبل تقليل تداعيات التغيرات المناخية عليها، وجهود الدولة للارتقاء بمعدلات الإنتاجية، كانت واحدة من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور الدكتور خميس مراد – الأستاذ المساعد بقسم بحوث المحاصيل الزيتية، ومدير محطة البحوث الزراعية بإيتاي البارود – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أساليب زراعة المحاصيل الزيتية
في البداية تحدث الدكتور خميس مراد عن استراتيجيات زراعة المحاصيل الزيتية، والطرق المثلى لزراعة كل نوع، ضاربًا المثل بـ”الكانيولا”، والتي يفضل زراعتها على خطوط بمسافة 14 خطًا في الأسطر، مع ترك مسافة قدرها 10 سم بين الجور، وبالنسبة لعباد الشمس، الذي يُعتبر نباتًا طويلًا وقائمًا، فيُفضل استخدام تخطيط أوسع يصل إلى 20-25 سم بين الجور، فيما تتم زراعة الفول السوداني طبقًا لنوعه، بمسافة 10 سم بين الجورات للأصناف القائمة، و20 سم للأصناف المفترشة، أما السمسم، فيتم زراعته على خطوط بمسافة 14 خطًا، مع مسافة 10 سم بين الجورات في الأصناف غير المتفرعة، بينما تحتاج الأصناف المتفرعة إلى مسافات أكبر.
وأشار “مراد” إلى أن أفضل طرق الزراعة الواجب اتباعها بالنسبة للمحاصيل الزيتية، موضحًا أن الزراعة على خطوط تُعتبر الأفضل لتحسين معدلات الإنتاجية والتحكم في الكثافة النباتية ومكافحة الأعشاب، وذلك مقارنةً بالطرق الأخرى مثل الزراعة في أحواض أو على مصاطب.
تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزيتية
يتناول الدكتور مراد التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على المحاصيل الزيتية، موضحًا أن زيادة درجات الحرارة في الصيف وانخفاضها في الشتاء يؤثر بالسلب على نمو النباتات وإنتاجيتها، مؤكدًَا أن التغيرات المناخية أدت إلى زيادة معدل عملية الهدم في النباتات، مما يعني أن النباتات تستهلك مخزونها الغذائي بسرعة أكبر من عملية البناء، وهي المسألة التي يترتب عليها ضعف معدلات النمو والإنتاجية، علاوة على التداعيات الخطيرة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وبخاصة خلال فترة التزهير، والتي تؤدي لتساقط الأزهار، أو تقليل حيوية حبوب اللقاح، مما يضعف جودة المحصول.
ولفت مدير محطة البحوث الزراعية بإيتاي البارود النظر إلى أن التغيرات المناخية ساهمت أيضًا في ظهور وانتشار الأمراض والحشرات التي لم تكن موجودة، أو كانت أقل حدة في السابق، مما يزيد من التحديات التي تواجه قطاع الزراعة، مؤكدًا أن هذه القضايا تم تناولها في منتدى ثقافي حضره وزير الزراعة، ورئيس مركز البحوث الزراعية، حيث تم مناقشة التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع الزراعي، وخاصة التغيرات المناخية.
جهود الدولة لسد الفجوة في إنتاج المحاصيل الزيتية
تطرق الدكتور خميس مراد إلى الخطط الوطنية وجهود الدولة لسد الفجوة في إنتاج المحاصيل الزيتية، موضحًا أنها تعتمد على استراتيجيات متعددة، منها الحلول التكتيكية والتنظيمية، ويشمل الحل التكتيكي التغلب على نقص المحاصيل الزيتية، من خلال الاستيراد لتلبية احتياجات السوق المحلية، بينما يتمثل الحل التنظيمي في تحسين الإنتاج المحلي لزيادة الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في تخفيف الأعباء المالية على الدولة.
استراتيجيات تحسين إنتاج المحاصيل الزيتية ودور البحث العلمي
تناول الدكتور خميس مراد الخطوات التي تتخذها الدولة لتحسين إنتاج المحاصيل الزيتية وتطويرها، بالإضافة إلى الدور الحيوي للبحث العلمي في هذا المجال.
الحلول التنظيمية لمشكلة المحاصيل الزيتية
ناقش الدكتور خميس مراد كيف أن الحلول التنظيمية تتطلب معالجة الأسباب الجذرية لنقص المحاصيل الزيتية بدلاً من التعامل مع المشكلات بشكل متجزئ. وأكد أن الحلول التنظيمية تشمل تحسين أساليب الزراعة وتوسيع الرقعة الزراعية كوسيلة لتعزيز الإنتاج. كما أشار إلى أهمية التوسع في المشاريع الزراعية الكبرى مثل مشروع مليون ونصف مليون فدان ومشروع دلتا جديدة، والتي تهدف إلى زيادة المساحات الزراعية وتعزيز إنتاج المحاصيل الزيتية.
وسلط الضوء على التحديات المتعلقة بالموارد المائية، مشيرًا إلى أن توسيع المساحات الزراعية يتطلب تحسين إدارة المياه، مؤكدًا أن الدولة تعمل على تنفيذ مشاريع مثل تبطين الترع والمسارج، وتدريب المزارعين على ممارسات زراعية جيدة تتيح أفضل استغلال ممكن للموارد المائية المتاحة، وذلك لتقليل الفاقد وتحسين معدلات الإنتاجية.
دور البحث العلمي في تطوير المحاصيل الزيتية
أكد الدكتور مراد على أهمية البحث العلمي في تحسين أصناف هذه المحاصيل الاستراتيجية، وهو الملف الذي يعكف عليه أساتذة معهد بحوث المحاصيل الحقلية، من خلال تطوير أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية تتناسب مع الظروف البيئية في مصر، وبرامج تربية النباتات التي تهدف لإنتاج أصناف تتميز بجودة عالية تلبي احتياجات السوق والمستهلكين.
وشدد على أهمية تحسين خصائص الزيوت المستخلصة من المحاصيل الزيتية، مشيرًا إلى أن هذه الزيوت تدخل في العديد من الصناعات بما في ذلك الصناعات الغذائية والتجميلية، والتي يعمل البحث العلمي على تطوير أصنافها ويخاصة تلك التي تنتج زيوتًا ذات جودة ممتازة، مما يساهم في تلبية الطلب المتزايد وتعزيز الاستخدام الفعّال لهذه الموارد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
المحاصيل الزيتية واستراتيجيات النهوض بها
موضوعات قد تهمك..
تربية الماشية وقواعد واشتراطات التلقيح الطبيعي والصناعي
الخمائر.. 3 فوائد مباشرة من اضافتها لعلائق “أمهات” الماشية