أخلاق رسول العالمين محمد صلي الله عليه وسلم ..حيث ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في حُسن الخُلق، وقد بيّن -عليه الصلاة والسلام- أن بعثته كانت لإتمام مكارم الأخلاق، عن أبي هريرة قال: (إنما بُعثت لِأُتمِّم صالح الأخلاق)، وشهد الله -تعالى- لرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بعظم الأخلاق، حيث قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[ سورة القلم، آية: 4.] وممّا ينبغي الإشارة إليه أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر أصحابه بمخالقة النّاس بخلقٍ حسنٍ، مصداقاً لما رواه أبو ذرٍ -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (اتَّقِ اللَّه حيثُ ما كنت، وأتبع السَّيِّئة الحسنة تمحها، وخالق النَّاس بخلقٍ حسنٍ)،(رواه الألباني، في صحيح الترمذي).
وقد وصف الصحابة -رضي الله عنهم- عِظم أخلاق رسول العالمين صلى الله عليه وسلم، وبيّنوا أنه كان أحسن الناس خلقاً، مصداقاً لما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنُ الناسِ خُلُقًا)،[ رواه البخاري] بالإضافة إلى ما رُوي عن صفية بنت حيي -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما رأيت أحدًا أحسنَ خلُقًا من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
من أخلاق رسول العالمين صلى الله عليه وسلم الصدق والأمانة.
ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أروع الأمثلة في الصدق والأمانة، فقد لقّبته قريش بالصادق الأمين قبل البعثة، وكان أهل مكّة يأتمنونه على أسرارهم، وحوائجهم، وأموالهم، ولما بعثه الله -تعالى- وأمره بتبليغ الرسالة صعد -عليه الصلاة والسلام- على جبل الصفا، ونادى في قريشٍ قائلاً: (أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟، قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا)،[ رواه البخاري] بل حتى أن ألدّ أعدائه شهدوا له بالصدق، كما حصل عندما قام النضر بن الحارث خطيباً في زعماء قريش، وعلى الرغم من عداوة أبي سفيان الشديدة له في بداية الدعوة؛ إلا أنه لم يستطع أن يخفي هذه الصفة، حيث سأله هرقل عن صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: (هَل كُنتُم تَتَّهِمونَه بِالكَذبِ قَبل أنْ يَقولَ ما قال؟ فزَعمتَ -أي أبو سفيان- أنْ لا، فعرَفتُ -أي هرقل- أنَّه لَم يَكُنْ لِيدَعَ الكَذِبَ على النَّاسِ، ثُمَّ يَذهَبَ فيَكذِبَ على اللهِ)،[ رواه البخاري].
وصف المولى عز وجل لـ أخلاق رسول العالمين
وقد وصف الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- بالصدق حيث قال تعالي: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).[ سورة الزمر، آية: 33] قد بيّن أهل العلم أن الذي جاء بالصدق هو محمد صلى الله عليه وسلم، والصدق هو القرآن الكريم، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحثّ الأمّة من بعده على التحلّي بخلق الصدق، فقد رُوي عنه أنه قال: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ)،[رواه مسلم] .
من صفات وأخلاق رسول العالمين
ومن أهم الصفات التي عُرف بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمانة، فقد كان يُلقب في قومه قبل البعثة بالأمين، وكان سبب زواجه بخديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ما بلغها عن صفاته الخُلقية؛ وأهمها الأمانة، وقد تجلت هذه الصفة الخُلقية العظيمة في كل مراحل حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى في أصعب الظروف وأحلك الأوقات، فعندما قرّر -عليه الصلاة والسلام- الخروج من مكة متخفّياً في الليل مهاجراً إلى المدينة المنورة، أمر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالبقاء خلفه في مكة ليردّ الأمانات والودائع التي كانت قريش قد وضعتها عنده على الرغم من عداوتهم له وهي الصفة التي اشتهر بها بين قومه الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت من أخلاق رسول العالمين .
إعداد
المهندس محمد عبد الوهاب نصير
المصدر
عدد يناير 2021 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
د. منال حسن ثابت تكتب عن الفيروسات الصديقة
لا يفوتك
تحذير هام ..هذا العنصر لا ينصح الاكثار منه عند إعطائه للنبات