أخطر أطوار دودة الحشد الخريفية واشتراطات نجاح إجراءات المكافحة والتوقيت الأمثل لتطبيقها

دودة الحشد الخريفية وبرامج المكافحة وأبرز التوصيات الفنية الواجب تطبيقها للقضاء عليها والحد من انتشارها، كانت محور حديث الدكتور حسن فرج ضاحي – وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق – خلال حلولها ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.

التغيرات المناخية وتداعياتها على انتشار دودة الحشد الخريفية

في البداية تحدث الدكتور حسن فرج ضاحي عن تداعيات التغيرات المناخية، وتأثيرها على معدلات انتشار وتكاثر دودة الحشد الخريفية، موضحًا أنها تلعب دورًا بارزًا في هذا الشأن، بالتوازي مع بعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الإنسان، والتي تعمل على تهيئة الظروف المناسبة والملائمة لاستمرار بقائها.

ولفت “ضاحي” إلى القوانين الحاكمة للطبيعة، والتي أرسى فيها الله توازنًا ديناميكيًا بين جميع مخلوقاته، قبل أن يتدخل الإنسان ليخل بهذا التوازن، لتبدأ بعدها مسيرة التدهور البيئي، بسبب الإفراط في استخدام المواد الكيميائية، سواء أسمدة أو مبيدات.

الجدول الحراري لأطوار الآفة

سلط وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق الضوء على الجدول الحراري وتأثيره على معدلات انتشار دودة الحشد الخريفية والفترة اللازمة للانتقال من جيل لآخر، طبقًا لما هو وارد بهذا الجدول:

م	درجة الحرارة	الفترة اللازمة للانتقال من طور لآخر
1	27 مئوية	30 يومًا
2	30 مئوية	26 إلى 27 يومًا
3	35 مئوية	23 يومًا

وكشف “ضاحي” عن الجدول الحراري الذي يحكم حياة الحشرات، والذي يمكن تقسيمه إلى ثلاثة مستويات “المثالية، العظمى، الصغرى”، مؤكدًا أن زيادة حرارة الجو، عن حدود الدرجة العظمى، يؤدي لتخثر البروتين الموجود داخل الحشرات، والقضاء على جانب كبير من التعداد الموجود.

عوائل دودة الحشد الخريفية

انتقل وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق بعدها إلى ملف العوائل التي تتغذى عليها دودة الحشد الخريفية، مؤكدًا أنها تضم 353 عائلًا، طبقًا لآخر ورقة بحثية تم إجازتها وإقرارها، وفي مقدمتها محصول الذرة الشامية، والتي تتواجد عليها تلك الآفة بنسبة 95%، حال توافر الظروف المواتية للإصابة.

السلالات المتوطنة في مصر

أشار “ضاحي” إلى الإفادة التي قدمها متحف التاريخ الطبيعي بلندن، ردًا على السؤال المقدم من الجهات البحثية المصرية، لتصنيف هذه الآفة بـ”DNA”، والذي كشف عن وجود سلالتين، سلالة للذرة وسلالة للأرز.

وأوضح وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق أن هذا التصنيف لا يحول دون اتجاه الحشرة لإصابة محاصيل القطن والقمح والقصب والبنجر، لافتًا إلى أن اتساع مدى العوائل يضاعف من حجم الخسارة الاقتصادية المتوقعة، وهي المسألة التي لم تحدث حتى هذه اللحظة في مصر، حيث انحصرت الإصابة في محصول الذرة الشامية.

علاقة الأضرار الاقتصادية بعمر الآفة

سلط “ضاحي” الضوء على أعمار دودة الحشد الخريفية، موضحًا أنها تضم 6 أعمار، الثلاثة الأولى منها تسبب 2% من إجمالي الإصابة الواقعة على محصول الذرة الشامية، فيما تشكل الثلاثة أعمار الأخيرة، بدءًا من الرابع وحتى السادس 98% من الإصابة.

ولفت وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق إلى أن العمر السادس والأخير من دودة الحشد الخريفية يشكل وحدة نسبة 80% من إجمالي الإصابة والضرر الواقع على محصول الذرة الشامية، وهي المسألة التي تحتم اتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون الوصول لهذه المرحلة.

التوقيت الأمثل لتطبيق إجراءات المكافحة

شدد “ضاحي” على ضرورة تطبيق إجراءات مكافحة دودة الحشد الخريفية في الأطوار العمرية الأولى، التي تمثل 2% من حجم الضرر الواقع على النبات، مؤكدًا أنها الخيار الأفضل للمزارعين، للسيطرة على تلك الآفة، وهي لم تزل على الأوراق، قبل أن تختبىء داخل قلب النبات.

وقدم وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق شرحًا مبسطًا لأهمية مكافحة الأطوار العمرية الأولى لدودة الحشد، موضحًا أن إهمال تطبيق هذه الإجراءات خلال التسع أيام الأولى، يعزز فرص انتقال تلك الآفة إلى داخل قلب النبات، وفي هذه المرحلة تتحول إلى دودة رأسها إلى الأسفل، ومؤخرتها إلى الأعلى.

أهمية تطبيق برامج المكافحة بطريقة البلعمة

أكد “ضاحي” أن الدودة تقوم بإفراز مخلفاتها وبرازها، والذي يمثل طبقة حماية ويتحول لغطاء صلب بفعل حرارة الشمس، بما يحول دون وصول المبيدات المستخدمة إليها، ما يقلص نسبة الإبادة إلى أدنى مستوياتها، حال عدم اتباع التوصيات الفنية الواردة بشأن كيفية تطبيق إجراءات المكافحة بطريقة البلعمة.

ووضع وكيل معهد بحوث وقاية النباتات الأسبق عددًا من القواعد التي يتوجب اتباعها لنجاح إجراءات المكافحة، وتحقيق النتائج المستهدفة منها، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية:

تطبيق إجراءات المكافحة في ساعات الصباح الباكر، لضمان تطاير الندى، وعدم حدوث أي خلل في تركيز المادة الفعالة، أو قبل الغروب
تطبق إجراءات المكافحة بطريقة البلعمة
الالتزام بالمقننات والتركيزات الموصى بها