أخطاء تغذية النحل أحد أبرز الأسباب التي قد تودي بقطاع كبير من الخلايا، وبخاصة في بعض الفصول التي تشهد تراجع في وتيرة عمل أفراد الخلية، ما يترتب عليه خسائر اقتصادية كبيرة للمربين والنحالين، ما يستدعي إلقاء الضوء عليها، وتوعية النحالين بها لمحاولة تلافيها، والتعامل مع هذا الملف بالشكل الأمثل.
وخلال حلوله ضيفًا على سامح عبد الهادي مُقدم برنامج “الصندوق الأخضر”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الأستاذ فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب، عن ملف أخطاء تغذية النحل، بوصفه واحد من أسباب عرقلة هذه الصناعة الحيوية، والذي قد يتوقف عليه نجاح هذا الاستثمار من عدمه.
في البداية تحدث فتحي بحيري عن التغذية، مؤكدًا أنها أحد الأولويات الواجب على النحال الاهتمام بها، وبخاصة في تلك الأجواء الشتوية الباردة، التي تحتاج للمزيد من الرعاية، للوصول للنتائج المأمولة من هذا الاستثمار.
أخطاء تغذية النحل.. ماذا تعرف عن “الكاندي”؟
ألقى فتحي بحيري الضوء على واحد من أهم العناصر الغذائية بالنسبة للنحل ألا وهو “الكاندي”، والذي عرفه بأنه الغذاء البروتيني الأمثل لنحل العسل، موضحًا أنه يتكون من السكر المطحون، بالإضافة لبعض العناصر البروتينية الأخرى مثل الخميرة الجافة “المقتولة”، الصويا منزوعة الدسم، بعض الفيتامينات الهامة وأبرزها فيتامين C، وبعض المُنكهات التي يُقبل عليها النحل.
وأوضح أن أبرز أخطاء تغذية النحل في هذا الملف هي استخدام حبوب اللقاح، والتي أوصى كافة النحالين بالابتعاد عنها والامتناع عن استخدامها بسبب ما ينتج عنها من أمراض بكتيرية ضارة، قد تؤثر على أداء الخلية وإنتاج النحل بالسلب.
ولفت رئيس اتحاد النحالين العرب إلى مدى أهمية “الكاندي” بوصفه غذاء بروتيني كامل، يعوض النحل عن الفترات الطويلة التي يقضيها داخل الخلية، هربًا من الصقيع والأجواء الباردة، التي تحرمه من الخروح بحثًا عن غذائه بنفسه.
موضوعات ذات صلة:
شمع نحل العسل .. أبرز استخداماته وفوائده الطبية
أكد فتحي بحيري أن توافر عجينة الكاندي من أهم العوامل التي تُساعد الملكة على النشاط ووضع البيض بكثافة كبيرة، موضحًا أن وضع الملكة للبيض يتوقف على توافر شرط أصيل ألا وهو الأمان.
لا يفوتك.. مستقبل الزراعة العضوية في مصر
وفسر رئيس اتحاد النحالين العرب مصطلح “أمان الملكة”، موضحًا أن المقصود هنا هو تأكد الأخيرة من تواجد الغذاء بوفرة داخل الخلية، ما يشجعها على مواصلة دورة حياتها بشكل طبيعي، لتضع بيضها دون خوف من فقده أو هلاكه.
وشدد بحيري على ضرورة انتباه النحال ومربي نحل العسل، لمدى توافر الغذاء داخل الخلية، قبل انطلاق موسم النشاط بفترة كافية، كواحد من الشروط الهامة التي تحكم نجاح عملية وضع البيض.
إقرأ أيضًا:
إنتاج عسل النحل العضوي برنامج بحثي مشترك بين مصر و5 دول
المغالاة أحد أبرز أخطاء تغذية النحل
وكشف فتحي بحيري عن خطأ فادح يقع فيه بعض مُربي نحل العسل فيما يخص ملف صناعة عجينة الكاندي، مؤكدًا أن المغالاة ليست مطلوبة في هذا الأمر، وقد تأتي بنتائج على عكس توقعات النحال.
وأوضح أن التعامل مع الأمر ببساطة يُعد بمثابة الطريقة المُثلى لصناعة عجينة الكاندي، مُشبهًا الأمر بالطبيب الذي يحاول تبسيط الوضع الصحي لمرضاه، مُشيرًا إلى أن محاولة وضع كافة العناصر البروتينية داخل الكاندي لا يضمن الوصول للنتيجة المرجوة في معظم الأحيان.
وأوصى ألا تتجاوز نسبة البروتين داخل عجينة الكاندي حاجز الـ5% من التركيبة الكلية، مؤكدًا أن هذا الأمر يضمن سلامة الخلية وصحة أفرادها بشكل كبير.