آفات القطن إحدى المُعضلات التي تُشكل هاجسًا مُقلقًا لغالبية مُزارعينا، نظرًا لحجم الأضرار الناجمة عنها، والخسائر الاقتصادية المُترتبة عليها، وحجم الجهد المبذول لمُقاومتها والحد من فُرص تكاثرها وانتشارها داخل المحصول، ما يستدعي إلقاء الضوء على أفضل الخطوات والمُعاملات الزراعية، المُفترض القيام بها قبل في بداية الموسم.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حسن ضاحي – رئيس قسم بحوث دودة ورق القطن، بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع بمعهد البحوث الزراعية – ملف آفات القطن بالشرح والتحليل، لبيان مدى خطورتها على محصول الذهب الأبيض، وأفضل الطرق للحد من آثارها السلبية المُباشرة على حجم الإنتاجية المُتوقعة، وسُبل مكافحتها والقضاء عليها وفقًا للإجراءات والإرشادات الفنية المُوصى بها.
آفات القطن وعلاقتها بالتغيرات المُناخية
في البداية تحدث الدكتور حسن ضاحي عن آفات القطن وعلاقتها بالتغيرات المُناخية، مؤكدًا وجود علاقة وثيقة الصلة بين طرفي هذه المُعادلة، والتي قد تكون سلاحًا ذو حدين، بالشكل الذي يؤثر بالسلب على النشاط الزراعي، وحجم الإنتاجية المُتوقعة في نهاية الموسم.
وأوضح أن أغلب الدراسات والأبحاث العلمية أكدت أن آفات القطن وجميع الحشرات، التي تُشكل خطرًا على كافة المحاصيل الزراعية، من ذوات الدم البارد بالأساس، ما يعني أن حجم الضرر الواقع عليها، نتيجة هذه التقلبات الملحوظة، لا يمكن التنبؤ به بنسبة 100%.
ولفت رئيس قسم بحوث دودة ورق القطن، إلى أن ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، قد تُقابله الآفات والحشرات بواحد من أمرين، فإما أن تتأثر بالسلب وتندثر وتنتهي حياتها بفعل هذه التغيرات، أو تكون ردة فعلها مُعاكسة وعلى النقيض تمامًا، حيث يسعى جهازها المناعي للتغلب على هذا الأمر، بالتكيف والتحور لإنتاج أجيال جديدة، أكثر قُدرة على التعايش في ظل هذه الظروف، ما يُشكل خطرًا على سلة الغذاء الإنساني، ويستدعي القيام بعدد من الإجراءات للحد من أضرارها.
موضوعات قد تهمك:
زراعة القطن.. أبرز الأخطاء الشائعة وتأثيرها على انخفاض الإنتاجية
مفهوم إدارة المكافحة المُتكاملة وأهم خطواته وبنوده
انتقل “ضاحي” إلى ما يُعرف بإدارة المكافحة المُتكاملة، والتي يكون إعداد التُربة للزراعة فيها، هو أول خطواتها العملية قبل بداية الموسم، لافتًا إلى أن كل خطوة يتم اتخاذها، تؤثر بشكل مُباشر على مدى نجاح هذه الإجراءات في الحد من حجم الأضرار الناجمة عن هذه الآفات.
وأكد أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات أن اختيار توقيت بدء الزراعة المُناسب، له دور فعال في مُكافحة آفات القطن، والأمر عينه ينطبق على باقي الإجراءات التي حصرها في النقاط التالية:
1. عدد الخطوط في القصبتين.
2. عدد النباتات.
3. المسافة ما بين الجورات.
4. حرث الأرض.
5. تسوية التُربة.
6. تعريض التربة لحرارة وأشعة الشمس والتي تؤثر فيها “الأشعة فوق البنفسجية – Ultra Violet” و”الأشعة تحت الحمراء – Infrared” على اليرقات والعذاري بشكل مُباشر، يعوق قدرتها على استكمال أطوار نموها التالية.
7. إتاحة المجال للحيوانات صديقة الفلاح، للقيام بدورها البيولوجي في القضاء على الحشرات والمُسببات المرضية.
لا يفوتك.. ممارسات خاطئة تؤدى لانخفاض محصول القطن
إقرأ أيضًا:
زراعة القطن.. الموعد الأمثل وخطة المعاملات الزراعية الواجب اتباعها
تقاوي القطن.. شروط استلامها والأوراق المطلوبة لأراضي الحيازة ووضع اليد
أهمية المُعاملات الزراعية في مُكافة آفات القطن
لفت الدكتور حسن ضاحي إلى أهمية المُعاملات السابقة على بدء النشاط الزراعي، والتي تؤثر بشكل مُباشر فيما تلاها من مراحل وخطوات، موضحًا أن مُكافحة الآفات الحشرية “الظاهرة” هي أسهل المُعضلات التي يُمكن مواجهتها، وذلك بالمُقارنة بباقي أنماط الإصابة، التي يتخفى فيها الكائن المُمرض تحت التربة.
وشدد رئيس قسم دودة ورق القطن على أن إتمام المُعاملات الزراعية الصحيحة، يُوفر 90% من إجراءات مُكافحة آفات القطن وباقي المحاصيل، ما يؤكد ضرورة وحتمية قيام المُزارعين بها، وفقًا للتوصيات الفنية الواردة في هذا الشأن، لتحقيق النتائج المأمولة في نهاية الموسم.