الآفات الزراعية بصفة عامة وآفات القطن بصفة خاصة، وطرق التعامل معها والحد من آثارها الضارة على حجم الإنتاجية المتوقعة، كانت من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور أيمن حمودة – مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تعريف الآفات الزراعية
في البداية عرف الدكتور أيمن حمودة الآفة على أنها عنصر يسبب ضررًا ملحوظًا للمحصول، ويعتمد حجم هذا الضرر على درجة الإصابة، موضحًا أن تصنيف الآفات يكون تبعًا لحجم الإصابة، حيث يكون بعضها ذو تأثير طفيف، لأنها تتغذى بمعدل ثابت ولا تسبب ضررًا كبيرًا، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة، إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب، مؤكدًا أهمية الإلمام بـ”الحد الحرج” للآفة، وهو العدد الأقصى المسموح به من الآفات على المحصول، قبل أن تتطور وتتفاقم شدة الإصابة.
آفات القطن وأهمية معاملات ما قبل الحصاد
تطرق “حمودة” إلى آفات القطن، والإجراءات الواجب اتباعها وبخاصة مع اقتراب موسم الحصاد، مشيرًا إلى أن هناك أنواعًا متعددة من الآفات التي تؤثر على محصول القطن، مع احتمالات زيادة حد الخسارة إذا لم يتم التعامل معها بفعالية، مشددًا على أهمية التعامل معها خلال مرحلة النمو الثمري، والتي يتعرض فيها المحصول لتهديدات عدة، ما قد يؤدي لحدوث خسائر كبيرة، إذا لم يتم التعامل معها بفعالية.
آفات القطن ومراحل النمو الثمري
خلال مرحلة النمو الثمري، يواجه محصول القطن تهديدات من ثلاث حشرات رئيسية، وهي “دودة اللوز القرنفلية، دودة اللوز الشوكية، ودودة اللوز الأمريكية”، وأكد “حمودة” أن دودة اللوز القرنفلية تعد الأكثر خطورة بينها، بالنظر لتداعياتها السلبية على إجمالي حجم الإنتاجية المتوقعة، لافتًا إلى أنها تتبع سلوكًا مميزًا، حيث تختار بذرتين متلاصقتين داخل اللوزة، ثم تقوم بعمل “منيم” تصنعه بنفسها، لتستقر داخله خلال فترة السبات، على أن تستأنف نشاطها مرة أخرى بحلول فصل الربيع.
الجيل الانتحاري
واصل “حمودة” شرحه لسلوكيات دودة اللوز القرنفلية، التي تسعى للبقاء؛ موضحًا أنها تعيش داخل اللوزة، وتستمر فيها بعد مرحلة الحصاد، حيث تتعذر داخل تربة المحلج، انتظارًا لفصل الربيع، الذي تستكمل فيه دورة حياتها، لتخرج على هيئة فراشات بحثًا عن لوزات أو زهرات تضع عليها بيضها، وهنا تواجه اليرقات مشكلة في العثور على مصدر للإصابة، مما يؤدي إلى موتها، وهي المسألة التي دعت لتسمية هذه الظاهرة بـ”الجيل الانتحاري” لدودة اللوز القرنفلية، حيث تفشل اليرقات في التكاثر بشكل فعال بسبب عدم توفر المحاصيل المطلوبة للإصابة.
استراتيجيات وزارة الزراعة لمكافحة الآفات
أوضح أن وزارة الزراعة وضعت خطة متكاملة لمكافحة آفات القطن تشمل ثلاث رشات وقائية، تبدأ الرشة الأولى بمبيد فوسفوري، تليها الرشة الثانية بمركبات بيروسرويد بعد مرور 15 يومًا، ثم الرشة الثالثة بمركبات الأمامكتين بنزوات، مؤكدًا أن هذه الخطة أثبتت نجاحها في السنوات السابقة، وهي معتمدة لضمان حماية المحصول وتقليل أضرار مثل هذه الآفات، رغم إيقاف استخدام المبيدات الفوسفورية بشكل عام، فإنها سمحت باستخدامها في موسم القطن الحالي لضمان جودة المحصول، حيث تعتبر هذه الإجراءات جزءًا أساسيًا من استراتيجية مكافحة الآفات، لضمان الوصول لأعلى معدلات الإنتاجية، والمحافظة على جودة المحاصيل الزراعية.
الرشة الثالثة
أكد مدير الإدارة العامة لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة أن معظم زراعات القطن قد وصلت إلى مرحلة النمو الجنيني في الوقت الحالي، بينما بعض المساحات لا تزال بحاجة لإجراء الرشة الثالثة، مشددًا على ضرورة الالتزام بإجراء هذه الرشة، والتي تتم باستخدام مركب “الأمامكتين بنزوات” بالكمية الموصى بها.
جدير بالذكر أن الأخطاء الشائعة في تطبيق الرش قد تؤدي إلى تراجع فعالية المبيدات، خاصة في ظل التغيرات المناخية الحالية، موصيًا بإجراء الرش قبل غروب الشمس، حيث تكون درجة الحرارة أقل، مما يساعد في تحسين فعالية المركب الكيميائي، محذرًا أن الرش في وقت الظهيرة أو الصباح الباكر يمكن أن يؤثر سلباً على كفاءة المبيد، نظراً لارتفاع درجات الحرارة في الوقت الأول ووجود الرطوبة في الثاني.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
زراعة كفر الشيخ تنظم فريق إرشادي لمكافحة الآفات ..وندوة لمحصول القطن
محصول القطن واشتراطات مكافحة آفات البادرة وفوائد “الخربشة” ومزايا “الصابون البوتاسي”