آفات الذرة الحشرية واحدة من أكثر الملفات المزعجة للمزارعين، نظرًا للخسائر الاقتصادية الناجمة عنها، ما يحتم الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين، للتوعية بالسبل المثلى لمكافحتها والتخلص منها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مجدي عبد العظيم – أستاذ معهد بحوث وقاية النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف آفات الذرة وطرق مكافحتها بالشرح والتحليل.
آفات الذرة
أبرز الأخطاء الشائعة
في البداية تحدث الدكتور مجدي عبد العظيم عن واحدة من أبرز الأخطاء الشائعة التي يتوجب على المزارعين الحد منها، نظرًا لخطورتها الشديدة على محصول الذرة الشامية، وحصاد الموسم الجديد.
وأوضح أن في مقدمة هذه الأخطاء، الإبقاء على حصاد الموسم السابق أو القش الناجم عنه، على أسطح المنازل أو على حواف الحقل، موضحًا أن هذا السلوك يسمح بإيجاد بؤرة شديدة الخطورة، تهدد المحصول الجديد بالعديد من المسببات المرضية.
وكشف “عبد العظيم” أن محصول الموسم السابق الذي يتم تشوينه فوق أسطح المنازل، يحوي الآلاف من يرقات الحشرات الماصة الثاقبة، ما يهدد بانتقالها إلى النباتات الجديدة بمجرد زراعتها، وتعزيز فرص إصابتها في طور البادرة.
أهم الإجراءات الوقائية
دعا أستاذ معهد بحوث وقاية النبات بضرورة اختيار التوقيت الأمثل للزراعة، واختيار الصنف الملائم طبقًا للتوصيات، مع التخلص من بقايا المحصول السابق.
وشدد “عبد العظيم” على ضرورة التخلص من أي مخلفات زراعية، حيث تمثل أحد أبرز حوامل الآفات الحشرية الكامنة في فترة السكون، ما يمهد لانتقالها إلى المحصول الجديد فور بدء الزراعة.
وأشار إلى وجود العديد من الآفات التي تهدد محصول الذرة، بمختلف مراحله العمرية، بداية من الآفات الخمس المعروفة في مرحلة البادرة، وهي “الدودة القارضة”و “الحفار”، بالإضافة إلى دودة القصب “الصغرى والكبرى والأوروبية”.
ولفت إلى وجود 3 أنواع من حشرة المن، موضحًا أنها تهدد محصول الذرة الرفيعة من بداية الزراعة ومرحلة البادرة وحتى الحصاد، ما يحتم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة، للتخلص منها والقضاء عليها.
مزايا الطعوم السامة
أوصى “عبد العظيم” باستخدام خلطات الطعوم السامة الموصى بها، قبل الزراعة، وبخاصة في الأراضي الموبوءة بآفتي “الدودة القارضة” و”الحفار”.
آفات الذرة
طريقة تحضير الطعوم السامة
قدم أستاذ معهد بحوث وقاية النبات شرحًا مبسطًا لطريقة تحضير الخلطة الوقائية، وتبدأ بخلط الطعوم السامة بـ25 كجم ردة ناعمة، بالإضافة لـ25 لتر ماء، على أن يتم إضافة 1 كجم عسل إليها، لمضاعفة فرص التخمر.
وأشار إلى وجوب إضافة الخليط السابق، بمجرد اكتمال “تخمر” الطعم السام، وعقب تنفيذ رية الزراعة مباشرة، ما يضمن التخلص من جميع الأطوار الحشرية التي كانت متواجدة بالتربة قبل الإنبات.
وحدد “عبد العظيم” مظاهر الإصابة بآفة “الحفار”، موضحًا أنها تهاجم البادرات فوق سطح التربة، ما يؤدي لحدوث ميل وتساقط واضح لها، ويختلف الوضع مع “الدودة القارضة” التي تهاجم البادرات تحت سطح التربة، يتجلى في صورة ذبول ملحوظ للنباتات.
واختتم توصياته بالتأكيد على إمكانية استخدام هذه الطريقة في المكافحة عقب حدوث الإصابة، مع إضافة الطعوم السامة على المراوي والبتون، بعد غروب الشمس، وهي الفترة التي تمثل ذروة نشاط آفات الذرة المشار إليها – الفحار والدودة القارضة – لافتًا إلى أن المكافحة من بدء الزراعة هي الطريقة الأفضل.