محصول البصل وطرق مضاعفة معدلات الإنتاجية وتجاوز الظروف المناخية غير المواتية للزراعة، واستراتيجيات إنتاج الهجن الجديدة، كانت واحدة من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور عبد المجيد أبو الدهب – رئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تأثير الظروف الزراعية على زراعة محصول البصل
في البداية تحدث الدكتور عبد المجيد أبو الدهب عن تأثير الظروف البيئية والمناخية على زراعة محصول البصل في مختلف محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن التداعيات السلبية الناجمة عن الظروف غير المواتية للزراعة، والتي قد تؤدي إلى تقليص حجم محصول البصل وزيادة نسبة الفاقد، مع تراجع نسبة التزهير، والتي قد تتراوح بين 70-80% من المحصول، علاوة على تأخر عمليات الحصاد في شهري أبريل ومايو، ما يؤدي إلى زيادة احتمالية ظهور “شمراخ زهري” في نباتات البصل.
وتطرق “أبو الدهب” إلى ملف زراعة أصناف البصل المختلفة في مناطق الوجه البحري، والصعوبات التي يمكن أن تنشأ نتيجة لذلك، مثل الإصابة بأمراض البياض الزغبي التي تؤثر سلبًا على المحصول، وفيما يتعلق باختيار الأرض، شدد على أهمية اختيار الأراضي التي لم تُزرع بصلًا من قبل، والتي لم تظهر فيها أمراض مثل “عفن الجزر القرنفلي” أو “العفن الأبيض”، فضلًا عن تجنب الأراضي التي تحتوي على نسب عالية من الحشائش أو الطفلة أو كربونات الكالسيوم.
الفرق بين أصناف محصول البصل وأهمية اختيار التوقيت المناسب للزراعة
استعرض “أبو الدهب” أنواع البصل المناسبة للزراعة في الوجه البحري، ويذكر منها صنف “جيزة 20” و”جيزة أحمر”، موضحًا أن اختيار الصنف المناسب يعتمد على توقيت الحصاد وظروف التربة، ضاربًا المثل، بزراعة “جيزة أحمر” إذا كان المحصول سيتأخر أو إذا كانت الأرض غير جاهزة بشكل كافٍ، حيث يتميز هذا الصنف بمقاومة أعلى للبياض الزغبي، على الرغم من أن محصول “جيزة 20” يكون أعلى بشكل عام.
وأشار إلى تأثير الطلب على أنواع البصل المختلفة، لافتًا إلى أن البصل الأصفر أكثر طلبًا من البصل الأحمر في الأسواق، سواء للاستخدام المنزلي أو في محلات الطعام مثل محلات الكشري، موضحًا أن القيمة الغذائية تختلف بين الأصناف، حيث يُفضل البصل الأحمر للسلطات، بينما يتميز البصل الأصفر بقيمة غذائية أعلى للطهي بسبب محتواه الأعلى من المواد الكبريتية والمادة الجافة.
التصدير ومعايير اختيار الصنف الملائم للتصدير
وشدد رئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية على أهمية تحديد الأسواق المستهدفة قبل زراعة محصول البصل للتصدير، موضحًا أن الدول الآسيوية والعربية تفضل البصل الأحمر، مثل “جيزة أحمر”، بينما الدول الأوروبية مثل إنجلترا وهولندا تُفضل البصل الأصفر، على الرغم من أن مصر تتفوق في إنتاج كميات كبيرة من البصل، إلا أن الدول الأوروبية تحقق عائدًا اقتصاديًا أعلى بسبب التسويق الأفضل والأسعار الأعلى.
وشرح أهمية الحصول على بذور معروفة المصدر والالتزام بمعايير الجودة العالية لضمان أن يكون المحصول صالحًا للتصدير، مع اتباع نظام “التريسابيليتي”، وهو نظام يُمكن المستوردين من تتبع مصدر المحصول، ما يجعل المنتج أكثر قبولًا في الأسواق الخارجية.
دور البحث العلمي في تحسين الإنتاج الزراعي
عبر “أبو الدهب” عن تقديره للوزير لدعمه المستمر لمركز البحوث الزراعية وأهمية البحث العلمي في تحسين الإنتاج الزراعي في مصر، مشيرًا إلى رؤية القيادة السياسية في استخدام الأراضي الزراعية بكفاءة قصوى والاستفادة من كل جزء منها، وهي رؤية تعكس الاهتمام بالبحث العلمي لتحقيق إنتاجية أعلى، يُذكر أيضًا أن هناك 15 قسمًا فنيًا في المركز يغطون أكثر من 30 محصولًا زراعيًا، مما يعزز من أهمية الدور الذي تلعبه هذه الأقسام في تحقيق تطلعات الدولة.
إنجازات مركز البحوث الزراعية ودور الشركات الخاصة
ناقش “أبو الدهب” الإنجازات التي حققها مركز البحوث الزراعية في تطوير أصناف جديدة من المحاصيل، مشيرًا إلى الدعم الذي يتلقاه المركز من المؤسسات المختلفة، بما في ذلك الشركات الخاصة، على سبيل المثال، يوضح المتحدث كيف تساهم الشركات في دعم الابتكار من خلال الاهتمام بالأصناف الجديدة المطورة، مثل “الهجن” التي تُستخدم لتحقيق إنتاجية عالية. يتم تنظيم “يوم الحقل” لعرض نتائج البحث العلمي أمام الشركات والمتخصصين في القطاع الزراعي، حيث يتم تقديم الهجن الجديدة واختبارها على أرض الواقع.
تطور المحاصيل الهجينة ودورها في تحسين كفاءة الإنتاج
استعرض “أبو الدهب” بعض الأصناف الهجينة الجديدة التي تم تطويرها من محصول البصل، مثل الهجينين 185 و186، واللذين يتميزان بإنتاجية عالية وتوفير في استهلاك المياه والسماد. هذه الهجن ليست فقط قادرة على توفير الموارد، بل تُسهم أيضًا في زيادة العائد للمزارع، ومن بين الإنجازات الأخرى التي تمت الإشارة إليها هو النجاح في تطوير نباتات تحتفظ بخضرتها لفترة أطول، وهو ما يسهم في حل مشكلات العلف للمزارعين، حيث يُمكن استخدام النبات دون خسائر كبيرة.
تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي
تحدث رئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية عن دور المركز في تقليل استيراد بعض المحاصيل من الخارج، مثل الذرة الصفراء والسكرية، وذلك من خلال تطوير محاصيل محلية قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي، مشيرًا إلى تطوير الذرة الحمراء، التي تحتوي على نسب عالية من البروتين، وهي ميزة مرغوبة لدى مربي الدواجن، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا مجديًا، من خلال هذا التطوير، يسعى مركز البحوث الزراعية إلى تلبية احتياجات السوق المصري وتحسين إنتاجية المحاصيل.