المرض هو اختلال وظيفة ما من وظائف الجسم، مما يؤدي الي اعتلال الآداء، وفي بعض الأحيان الموت لدي المريض سواء إنسان أو حيوان، لذا كانت هناك جهود كبيرة من الإنسان لاكتشاف وسائل للعلاج والتداوي ومن هنا ظهر الدواء، عن طريق مجموعة من التداخلات الدوائية الغذائية.
الدواء هو أي مادة تستعمل في تشخيص أو معالجة الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان، أو التي تفيد في تخفيف وطأتها أو الوقاية منها، والدواء هو كل عقار مرخص استخدامه قانونيا بعد التأكد من خلوه (نسبياً) من أي أضرار جسدية أو نفسية على المتعاطي له طبقا لدستور الادوية الدولي ومنظمة الغذاء والدواء. وتستخدم معظم الأدوية بغرض العلاج من بعض الأمراض، مثل استخدام المضادات الحيوية للشفاء من العدوى البكتيرية أو لتخفيف حدة الاعراض مثل مسكنات الألم أو كوقاية من الأمراض مثل الأمصال والفيتامينات الضرورية. ومع ذلك هناك اشتراطات لابد من توافرها لأي دواء ليحقق مفعوله ومن أهم هذه الشروط هو عدم تفاعل الدواء مع الغذاء؛ حيث يؤدي هذا التفاعل الي زيادة أو تقليل التأثير المطلوب من الدواء بل وقد تصل اثاره السلبية الي حدوث مضاعفات جانبية وفشل العلاج. ولذلك فسنتناول هذه المؤثرات كالتالي:-
الطعام:
قد يؤثر الطعام علي المسار الحركي وفاعلية بعض الادوية التي تؤخذعن طريق الفم، حيث تمتص عن طريق الامعاء الدقيقة كما هو حال الطعام. وبالتالي وجود الطعام بالجهاز الهضمي قد يحد من امتصاص بعض الادوية. من أمثلة ذلك؛ أخذ مضاد حيوي من مجموعة الفلوروكينيلونات مع اطعام الحيوان بالسيلاج والذي يحتوي علي نسبة عالية من المولاس والذي بدوره يحتوي علي 50-60% سكر مما يؤثربالسلب علي امتصاص هذه المجموعة من المضادات الحيوية.
من ناحية أخري؛ تم دراسة تأثير النظام الغذائي عالي البروتين على معدل اخراج الجنتاميسين بجرعة (4 مجم / كجم من وزن الجسم) في الأغنام المغربية. حيث تم إطعام الأغنام بنظام غذائي غني بالبروتينات القابلة للهضم (120 جم / يوم) وبنسبة منخفضة من البروتينات القابلة للهضم (25 جم / يوم) في مجموعة أخرى. وجد أن تركيزات الجنتاميسين في الدم أعلى باستمرار في النعاج التي تلقت نظامًا غذائيًا منخفض البروتين. نستخلص من ذلك أنه كلما زادت نسبة البروتين في العلف كلما زاد اخراج الجنتاميسين من الجسم.
وفي دراسات مماثلة، زيادة تناول البروتين الغذائي في الكلاب (من 9.4 إلى 27.3٪ من المادة الجافة) يزيد من التخلص من الجنتاميسين وبالتالي يقلل من احتمالية السمية الكلوية. وقد لوحظ أيضا أن الكلاب التي تتغذى على نظام غذائي عالي البروتين مع اضافات أعلاف تحتوي علي الصوديوم يؤدي الي تخلص أعلى للصوديوم مقارنة بالكلاب التي تتغذي علي حمية منخفضة البروتين.
ونظرا لكون الكلاب والقطط حيوانات آكلة للحوم ، فهي لا تمتلك إفرازًا قاعديًا لحمض الهيدروكلوريك في المعدة وبالتالي يختلف الرقم الهيدروجيني المعدي في هذه الحيوانات في حالة الصيام عن تناولهم للطعام. ولأن بعض الأدوية تحتاج الي حمض المعدة (حمض الهيدروكلوريك) لتمتص وتؤدي وظيفتها بالشكل المطلوب فبالتالي يجب اعطاءهم مع الطعام. مثال على هذه الأدوية الدوكسيسيكلين والكيتوكونازول. وعلى النقيض يجب إعطاء العديد من مضادات الميكروبات مثل الأمبيسيلين والأموكسيسيلين والكلوكساسيلين والأوكسي تتراسيكلين والكلورتيتراسيكلين للحيوانات الصائمة ، لأن التغذية تقلل الامتصاص بشكل كبير.هذا وقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على سلفاكلوربيريدازين وتريميثوبريم (sulphachlorpyridazine ، trimethoprim) في الخيول أنه يقل متوسط التركيز الاقصي للدوائين بالدم (Cmax) والتوافر البيولوجي (F) لهم بشكل ملحوظ عند خلطهم مع العلف أو سيلاج الحشائش أو التبن وذلك لأن كلا الدوائين لديهم قدرة كبيرة علي الارتباط مع الغذاء حيث تراوحت نسبة الارتباط بين 60٪ إلى 90٪. فخلصوا من هذا إلى أن ارتباط كلا الدوائين بالغذاء كان سببًا رئيسيًا للتوافر البيولوجي المحدود لهذه الأدوية في الخيول.
المشروبات:
يتعارض شرب الالبان ومنتجاتها مع العلاج ببعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلينات حيث أن الالبان غنية بالكالسيوم والذي بدوره يعوق امتصاص هذه الأدوية وخاصة الدوكسيسيكلين. لذلك يراعي عند علاج الحيوانات الصغيرة بهذه الأدوية أخذها قبل الارضاع بساعتين أو بعد الارضاع بست ساعات.
وفي تجربة أخرى على العجول، تم دراسة إعطاء الأموكسيسيلين أو الأمبيسلين المعلق في بدائل الألبان والماء ومحلول الجلوكوز والجليسين والالكتروليت (GGES) عن طريق الفم. كان كل من الأموكسيسيلين والأمبيسلين أكثر توافراً حيوياً في العجول عند تناولهما في GGES مقارنةً بإعطائهما بالماء أو الحليب. وقد لوحظ أن الاتاحة الدوائية للأمبيسيلين وللأموكسيسيلين المعلق في بديل الحليب تأخر في الامتصاص ، مقارنةً بالامتصاص المعلق في الماء ، لكن بديل الحليب والماء كان متشابهًا.
المكملات الغذائية:
يتعارض تناول حمض الفوليك كمكمل غذائي مع مركبات السلفات والترايميثوبريم والذي يؤثرعلي عملية التمثيل الغذائي لحمض الفوليك في البكتيريا، كما يمكن أن يؤثر أيضا على عملية التمثيل الغذائي لحمض الفوليك في الخلايا البشرية والحيوانية أيضاً ولكن في حالات نادرة.
من الجدير بالذكر أن اعطاء الحيوانات اضافات الاعلاف يرفع من كفاءة جهازهم المناعي وبالتالي مقاومة عالية للامراض ولكن لا يجب اعطاء الحيوانات الاملاح المعدنية وخاصة الكالسيوم والماغنسيوم والحديد والزنك مع الدوكسيسيكلين.
إن أخذ مكملات الحديد مع الاغذية الغنية بفيتامين سي مثل البرسيم يسهل امتصاص الحديد بشكل أسرع.
ومما سبق يتبين لنا أن الغذاء والدواء قد يتفقان او يتعارضان لذا وجب الدراية بطبيعة كليهما للحصول على أكبر منفعة ودرء أدنى ضرر على الانسان أو الحيوان.
المراجع
- https://www.nhs.uk/conditions/antibiotics/interactions/
- Zheng, S. J., Tang, C., Arakawa, Y., & Masaoka, Y. (2003). The responses of red clover (Trifolium pratense L.) to iron deficiency: a root Fe (III) chelate reductase. Plant Science, 164(5), 679-687.
- Jones, S. (2012). How sulfa drugs work. Nature Biotechnology, 30(4), 333-333.
- Bellows, L., & Moore, R. (2013). Nutrient-drug interactions and food (Doctoral dissertation, Colorado State University. Libraries).
اقرأ أيضا: