تقنيات الري الحديث واحدة من الأهداف التي تسعى الدولة لتوسيع دائرة تطبيقها في عموم الأراضي الزراعية، لتحقيق أقصى استفادة من وحدة المياه، مع توجيه الفائض وما تم ترشيده واستثماره في زيادة مساحة الرقعة الخضراء، وتطبيقات التوسع الأفقي، التي باتت الآن تمشي جنبًا بجنب مع استراتيجيات “التوسع الرأسي” اعتمادًا على جهود المراكز البحثية والتقاوي الجديدة التي تم استنباطها، لتأمين سلة الغذاء للمواطن المصري، وتطبيق مفهوم التنمية المُستدامة للأجيال القادمة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور شاكر أبو المعاطي – أستاذ المناخ الزراعي ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ – عن تقنيات الري الحديث، وعلاقتها بالتغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر، وأثرها على إنتاجية المحاصيل الزراعية.
تقنيات الري الحديث.. وعلاقتها بارتفاع مستوى سطح البحر
في البداية تناول الدكتور شاكر عبد العاطي ملف التغيرات المناخية بالشرح والتحليل، لبيان الآثار السلبية الناجمة عنها، والتي تؤدي لتغير التركيبة الجغرافية والبيئية لسطح الأرض، وعلاقتها بالنشاط الزراعي وحجم الإنتاجية المُتوقعة على مدار الموسم.
وأوضح أن التغيرات المناخية خلال العقد الأخير، والموجات الحرارية المُتواصلة أدت لزيادة مُعدلات الانصهار وذوبان الجليد في القطبين، وهي الإشكالية التي ساهمت إلى حد كبير في ارتفاع مستوى سطح البحر.
وربط أستاذ المناخ الزراعي بين تقنيات الري الحديث من جهة، وارتفاع مستوى سطح البحر والتغيرات المناخية من جهة أخرى، موضحًا أن هذا الملف يحتاج أن يكون المُزارع على درجة كبيرة من الوعي والدراية بكيفية تنفيذ المُعاملات الأساسية الخاصة بنشاطه بدقة، ووفقًا للمُقننات المُوصى بها، للحيلولة دون الإضرار بالتربة ومن ثم تخفيض سقف الإنتاجية المُتوقعة من المحصول بنهاية الموسم.
موضوعات قد تهمك:
البكتيريا العقدية.. بـ”20 جنيه” طريقك للاستغناء عن الأسمدة الآزوتية
تقنيات الري الحديث ومعدل الإنتاجية
وكشف “عبد العاطي” عن الرابط الوثيق بين التحول لتقنيات الري الحديث، وارتفاع مستوى سطح البحر، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالمُقننات المائية المُوصى بها، لتحقيق التوازن المائي المطلوب للتُربة، والتحكم في مستوى ومعدلات الملوحة، بما يخدم على جودة ومُعدل إنتاجية المحصول.
إقرأ أيضًا:
الذرة الشامية.. أبرز التوصيات الواجب تنفيذها لتهيئة التربة للزراعة
مزايا تقنيات الري الحديث
وعدد مزايا الاتجاه صوب تطبيق تقنيات الري الحديث، والتي تُعظم درجة مُقاومة التربة والأراضي الزراعية ضد الجفاف والتصحر، علاوة على إسهاماتها البيئية الداعمة لضبط المُناخ، وتقليل حدة ظاهرة الاحتباس الحراري، بخلق متنفس ومسطحات خضراء، لامتصاص الانبعاثات والغازات المُلوثة من طبقات الغلاف الجوي، بالإضافة لامتصاص معدلات الرطوبة الزائدة، وتقليل شدة الاحساس بارتفاع درجات الحرارة على جميع الكائنات الحية “نبات، حيوان، إنسان”.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
تقنيات الري الحديث ومفهوم التنمية المستدامة
ولفت إلى أن الالتزام بتطبيق تقنيات الري الحديث يُعزز قدرة الدولة على إدارة وحدة المساحة والمياه بالشكل الأمثل، لتحقيق خططها بالتوسع الأفقي في المناطق الصحراوية غير المُستغلة، بما يُحقق جوهر مفهوم التنمية المُستدامة للأجيال القادمة، ويُعزز فُرص حماية الأمن الغذائي القومي، علاوة على النزول بمستوى وسقف انتشار الأمراض والآفات الزراعية إلى حدودها الدنيا.