نحل العسل كان محور حديث الدكتور محمد فتح الله – رئيس قسم بحوث النحل بمعهد وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”.
مزايا الاستثمار في مشروعات نحل العسل
في البداية عدد الدكتور محمد فتح الله مزايا الاستثمار في مشروعات نحل العسل، موضحًا أنها أحد أبرز الحلول، لاستيعاب شباب الخريجين وتوفير فرص عمل، تدر دخلًا اقتصاديا مُرضيًا، يعينهم على متطلبات الحياة.
وأوضح أن ميزة مشروعات نحل العسل الأساسية، تكمن في كونها لا تحتاج لتفرغًا كاملًا لإدارتها، حيث يمكن للطالب أو الخريج أو المربي، ممارسة حياته بشكل طبيعي، دون أن تشكل عائقًا أمام استكماله لدراسته، أو مزاولة وظيفته الأساسية، فيما لا تحتاج لتوافر رأس مال كبير، أو خبرة معينة للبدء والانطلاق فيها.
مكانة مرموقة للنحل المصري
أشار إلى احتلال مصر مكانة مرموقة، على رأس قائمة الدول المهتمة بمشروعات نحل العسل، لافتًا إلى أن السلالة المصرية “الفرعونية”، تمثل أصل سلالات النحل على مستوى العالم، ومنها انتقلت إلى الدول الأوروبية، لينشأ عنها باقي الأصول كـ”الكرينيولي، القوقازي” وغيرها، وهي الميزة التي كفلت لنا الريادة والتفوق في هذا المجال.
ولفت إلى أننا نحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في تصدير طرود نحل العسل الحي، بما يعادل 25% من إجمالي الصادرات على مستوى العالم، وهو مؤشر لمدى الاهتمام الذي توليه الدولة، والجهات المعنية بالقائمين على هذا المجال.
وأكد على الريادة والتفوق المصري، في مجال إنتاج العسل، والوصول لأفضل معدلات الجودة العالمية، وهي المسألة التي أتاحت لنا تصدير ما يقرب من 3.5 ألف طن سنويًا، من أجود الأعسال، بسبب التنوع الذي تتميز به البيئة المصرية، وفي مقدمتها أعسال “النباتات الطبية والعطرية، البردقوش، الريحان، الينسون، السدر، البرسيم، الموالح”.
أنواع نحل العسل
كشف “فتح الله” عن وجود ما يقرب من 22 ألف نوع من هذه الحشرة، موضحًا أن أعداد قليلة منها فقط هي المنتجة للعسل، وهي المسألة التي يتوجب على المربي وضعها في الحسبان، لاختيار النوع المناسب قبل إطلاق مشروعه.
وأشار إلى وجود عدة أنواع من نحل العسل، بعضها يمكن استئناسه وتربيته داخل الخلايا، والاعتماد عليه في إنتاج العسل، فيما يعيش البعض الآخر في العراء والنطاقات المفتوحة كالجبال والغابات وأشهرها “النحل القزم والعملاق”.
مزايا السلالة المحلية
تطرق “فتح الله” إلى الجهود التي توليها الدولة، للحفاظ على السلالة المحلية، وذلك عبر إطلاق المشروع القومي للحفاظ على نحل العسل، نظرًا للمزايا العديدة التي تتمتع بها، وفي مقدمتها ارتفاع درجة مقاومتها للإصابة بالأمراض والظروف المناخية غير المواتية.
القواعد العامة لإنشاء المناحل
توافر الحد الأدنى من المعلومات والخبرة الكافية
عرض “فتح الله” لبعض الأساسيات الواجب توافرها فيمن يتصدى لإنشاء مشروع تربية نحل العسل، وفي مقدمتها توافر الحد الأدنى من المعلومات، التي تتيح له تفسير الظواهر النحلية، التي تحدث للطائفة داخل الخلية، وهي الخبرات التي يمكنه التحصل عليها، عبر الالتحاق بأحد الدورات التدريبية الدورية التي يطلقها قسم النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية.
اختيار الموقع المناسب
أكد أن الخطوة التالية والمحورية لمن يسعى للاستثمار في مشروعات نحل العسل، هي اختيار الموقع المناسب لإنشاء المناحل، مشددًا على ضرورة أن يتوسط المناطق الزراعية، التي يتوافر فيها نباتات مرعى يمكن للنحل الاستفادة منها.
ولفت إلى أن اختيار الموقع المناسب لإنشاء المنحل، وتوافر الغطاء النباتي المتنوع، يعزز قدرات الطائفة، ويضاعف من درجة قوتها ومناعتها، وذلك نظرًا لتنوع مصادر التغذية البروتينية التي تحتاج إليها.
الغطاء النباتي وأهمية النحالة المرتحلة
نصح “فتح الله” النحالين بالاعتماد على مبدأ النحالة المرتحلة، حال عدم توافر التنوع التعاقب المحصولي المناسب لنشاط الطائفة، حيث يشكل هذا الشرط أحد أهم الركائز الأساسية لنجاح الاستثمار في مشروعات المناحل وإنتاج العسل.
السلالة المناسبة لنوع النشاط
نوه “فتح الله” إلى أهمية اختيار السلالة المناسبة لطبيعة النشاط، والأهداف التي يسعى المربي لتحقيقها، ومنها إنتاج العسل، أو إنتاج غذاء الملكات وجمع حبوب اللقاح، أو إنتاج الطرود، لافتًا إلى أن لكل منها سلالة مختلفة.
التعامل مع مصدر موثوق
شدد “فتح الله” على ضرورة التعامل مع مصدر موثوق، للحصول على سلالة جيدة وخالية من الأمراض، وضمان وجود ملكة جيدة وصغيرة السن، وتم تلقيحها في وقت قريب، للحصول على طائفة قوية، والوصول لإنتاج خلية كاملة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..