النحل القزم واحد من الحشرات البرية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، في المناطق والتجمعات السكانية ذات الطابع الصحراوي، وهي المسألة التي أفرد لها العلماء والمتخصصين المساحة الكافية، للحديث عنها توضيح الحقائق المتعلقة بها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عادل بسيوني – أستاذ النحل بكلية الزراعة بجامعة عين شمس – ملف النحل القزم بالشرح والتحليل.
أنواع النحل القزم
في البداية تحدث الدكتور عادل بسيوني عن أوجه التشابه والاختلاف بين النحل القزم ونظيره العادي، مؤكدًا أن الاختلاف الأبرز يتمثل في سلوكيات كل طائفة منهما، والتي تنعكس بالتبعية على مدى إمكانية تحقيق الاستفادة الاقتصادية المرجوة من عدمه.
وقسم “بسيوني” طوائف النحل إلى نوعين “مستأنس أو بري”، لافتًا إلى أن النوع الأول هو الذي يمكن الاستثمار فيه، والاعتماد عليه لصناعة العسل، فيما يصعب الاستفادة من الأخير، نظرًا لعدة أسباب في مقدمنها سلوكياته كحشرة.
النحل القزم وصناعة العسل
أوضح “بسيوني” أن النحل القزم لا يستطيع صناعة عدة أقراص من الشمع، ويكتفي بقرص واحد فقط، ما يؤدي لمحدودية أعداده، مشيرًا إلى أنه عادة ما يهجره حال تجاوزه للعدد الذي يتم استيعابه على هذا المسطح.
وأكد على صعوبة الاحتفاظ بهذا النحل داخل أي خلية، لأكثر من شهر أو شهرين على أقصى تقدير، ما يعوق إمكانية استئناسه أو الاحتفاظ به داخل خلية مغلقة لفترات طويلة.
ولفت “بسيوني” إلى إشكالية أخرى تعوق دون الاستفادة من هذا النحل، في أي صناعة اقتصادية خاصة بـ”العسل”، موضحًا أنه لا يستطيع سوى إنتاج كمية قليلة، في الجزء العلوي لقرص الشمع الذي يتجمع حوله.
سلوك الحماية
تطرق “بسيوني” إلى واحدة من الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها هذا النوع من النحل، لحماية الطائفة من نفسها، موضحًا أنه يتم التخلص من أي أنثى من الشغالات، فور وصولها لمرحلة “نشاط المبيض”، فيما يعرف بـ”سلوك الحماية”.
وأوضح أن الأنثى الشغالة التي تصل لدرجة نشاط المبيض، تتغير رائحتها ويصدر عنها فيرمونات جاذبة، ما يدفع المجموعة القائمة على الحماية لطردها خارج الخلية، نظرًا لوجود اختلافات فسيولوجية تجعلها تختلف عن باقي الشغالات، بالإضافة إلى أنها ستضع بيض “ذكر” فقط، ما يؤدي لاختلال النظام الذي يقوم عليه الطرد.
لا تفوتك مشاهدة الفيديو..