محصول البصل وأبرز المعاملات الزراعية الواجب اتباعها لتحقيق أفضل معدلات الإنتاجية الممكنة بحلول نهاية الموسم، وطرق التخزين الصحيحة بعد الحصاد، كانت من أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور عبد المجيد أبو الدهب – رئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
فوائد البصل الصحية
في البداية تحدث الدكتور عبد المجيد أبو الدهب، عن فوائد البصل، موضحًا أنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة، مثل فيتامين C والمركبات الكبريتية، التي تساهم في القضاء على الميكروبات، خاصة عند استخدامه مع اللحوم، علاوة على مضادات أكسدة قوية مثل مركبات الفينول، التي تحمي الجسم من الشوائب الضارة الموجودة في بعض الأطعمة.
ولفت “أبو الدهب” إلى فوائد البصل الصحية ودوره في تقليل الدهون الضارة بالجسم، دون أن يؤثر على الدهون المفيدة، على عكس بعض الأدوية الكيميائية التي تقلل كليهما، مشيرًا إلى دوره في تحسين الدورة الدموية ومكافحة الحساسية، ورغم فوائده الكثيرة إلا أنه لا يمكن الاعتماد على هذا النبات كبديل للعلاج الطبي، وبخاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، مفضلًا ضرورة أن يكون جزءًا من النظام الغذائي اليومي، خاصة في أطباق السلطة.
أهمية البصل الاقتصادية للمزارعين
أكد الدكتور عبد المجيد أبو الدهب أن زراعة البصل تعتبر مصدرًا كبيرًا للربح للمزارعين، إذا تمت إدارة الموسم الزراعي بالشكل الصحيح، ومحذرًا في الوقت عينه أن سوء التعامل مع المحصول، خاصة قطفه قبل نضوجه، قد يؤدي إلى خسائر فادحة، مشيرًا إلى أن الخسائر التي تعرض لها بعض المزارعين خلال الموسم الماضي، حيث تضرر أكثر من 60% من محصولهم بسبب عدم اتباع الطرق الصحيحة عند التخزين.
وحث “أبو الدهب” جموع المزارعين على ضرورة اتباع الممارسات الزراعية المثلى لتجنب مثل هذه المشاكل، مشددًا على أهمية اختيار التوقيت المناسب للزراعة والحصاد لضمان محصول جيد.
طرق التخزين الصحيحة
سلط “أبو الدهب” الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المزارعين في تخزين البصل والنتائج السلبية التي يمكن أن تحدث نتيجة الحصاد المبكر، موضحًا أن التخزين الجيد يضمن الحفاظ على المحصول لفترة تمتد حتى 12 شهرًا دون مشاكل، شريطة أن يتم حصاده في الوقت المناسب وباتباع الإرشادات الصحيحة.
فوائد اتباع الدورة الزراعية واستخدام مبيدات ذات بقايا آمنة
وأشار الدكتور عبد المجيد أبو الدهب إلى ضرورة زراعة البصل سنويًا كجزء من دورة زراعية منتظمة لضمان تحقيق أفضل نتائج اقتصادية، حتى في حالة خسارة موسم معين، لافتًا إلى المعوقات والمشاكل التي واجهتنا في الشحنات التصديرية، وفي مقدمتها استخدام مبيدات ذات أثر متبقي، مما أدى إلى رفض بعض الشحنات التصديرية، علمًا بأن مصر صدّرت أكثر من 130 ألف طن حتى نهاية شهر يوليو، ما يحتم ضرورة استخدام مبيدات آمنة لا تترك أثارًا ضارة على المحصول، لضمان جودة الصادرات.
مواعيد زراعة البصل ومعاييرها بحسب المناطق
تطرق “أبو الدهب” إلى ملف التوقيت الأمثل لزراعة محصول البصل، موضحًا أنه يبدأ في الفترة من منتصف أغسطس إلى منتصف سبتمبر بالنسبة لمحافظات الوجه القبلي، ويُفضل زراعة الأصناف المبكرة مثل “جيزة 70” و”جيزة 6 محسن”، محذرًا من زراعة بعض الأصناف في غير موعدها مثل “جيزة 20” أو “جيزة أحمر”، حيث قد تواجه مشاكل في النمو.
وبالنسبة للوجه البحري، أوضح أنه يُفضل زراعة المشتل من منتصف سبتمبر إلى منتصف أكتوبر، وقد يمتد هذا الموعد حتى نهاية أكتوبر، في حالة استمرار الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، مشيرًا إلى أن المناخ يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تحديد موعد الزراعة المناسب، ومشددًا على أهمية التزام المزارعين بتوجيهات وزارة الزراعة والإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، التي توفر التقاوي المناسبة من خلال منافذها الرسمية.
التقنيات الحديثة في الري والتسميد
نصح الدكتور عبد المجيد أبو الدهب بضرورة الالتزام بتطبيق معاملات الري بشكل منتظم، وعدم ترك الأرض عُرضة للجفاف بعد الزراعة مباشرة، موضحًا أن فقدان نسبة كبيرة من البذور يمكن أن يحدث إذا لم تتم عملية الري في خلال 48 ساعة من الزراعة، ومشددًَا على ضرورة الاهتمام بالتسميد الدوري، خاصة في الأراضي الجديدة التي تفتقر للعناصر الغذائية اللازمة للنبات، داعيًا إلى بدء التسميد بعد 21 يومًا من الزراعة.
أهمية اختيار الأرض
أوضح الدكتور عبد المجيد أن اختيار الأرض المناسبة لزراعة البصل تمثل أحد الركائز الأساسية وعنصر أساسي وفاعل في نجاح الموسم، مشددًا على أهمية تجنب زراعة المشتل في نفس الرقعة التي زُرع فيها المحصول خلال الموسم السابق، حفاظًا على جودة التربة ومنع انتشار الأمراض التي قد تصيب النباتات.