المكافحة البيولوجية لورد النيل هي الاستراتيجية الوحيدة التي أثبتت فاعلية كبيرة في القضاء على هذه الآفة الخطيرة والتخلص منها، بالشكل الذي ساهم في االحيلولة دون خسارة المزيد من مواردنا المائية -المحدودة- وهي الخسارة التي كانت تصل إلى 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور يحيى حسين فياض – أستاذ المكافحة الحيوية بمركز البحوث الزراعية – ملف المكافحة البيولوجية لورد النيل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على طُرق مُكافحته والتخلص منه والحد من انتشاره داخل الترع والمصارف والمسطحات المائية.
المكافحة البيولوجية لورد النيل
أسرار حرب الـ”19 عامًا”
في البداية تحدث الدكتور يحيى حسين فياض عن حجم الصعوبات التي واجهته وفريق العمل المعني بملف مكافحة ورد النيل بالتقنية البيولوجية، والحرب الضروس التي شنتها ضدهم شركات إنتاج المبيدات في ذلك الوقت.
وأوضح أنه حصل على درجة الدكتوراة من جامعة الأزهر عام 1982 -شغل قبلها منصبه كمدير للمشروع الأمريكي للحشرات، والمكافحة البيولوجية لورد النيل من 1978 وحتى 1984- وطوال 17 عامًا سعى بكل جهده، للحصول على الإجازات والموافقات القانونية اللازمة لتنفيذ خطة المكافحة باستخدام الحشرات.
وأشار إلى أن كل محاولاته باءت بالفشل، بسبب الضغوط التي مارستها الشركات المُصنعة والمُنتجة للمبيدات، والتي كان يعني تنفيذ مشروع المكافحة البيولوجية، إيقاف كامل استثماراتها في هذا المجال.
المكافحة البيولوجية لورد النيل
قرار جمهوري يفتح أبواب الأمل
لفت إلى أن القرار الجمهوري الصادر 1990، والذي ينص على إيقاف جميع أشكال المكافحة الكيميائية على كافة المُسطحات المائية، جاء ليمثل له بارقة أمل في تنفيذ مشروع المكافحة البيولوجية لورد النيل على أرض الواقع.
وواصل “فياض” حديثه عن التحديات التي واجهتهم، بالرغم من صدور القرار الجمهوري، مؤكدًا أن محاولة إدخال واستخدام الحشرات، ظلت تواجه بالكثير من حملات التشكيك والاعتراضات، التي صاحبت الإعلان عن خطة المكافحة البيولوجية لورد النيل، طوال الفترة من 1990 وحتى 1999.
المكافحة البيولوجية لورد النيل
ما بين “الأهرام ويكلي” و”بريتوريا”
كشف “فياض” عن تفاصيل اللحظة الفارقة، التي كانت عامل الحسم في وضع خطة المكافحة البيولوجية لورد النيل باستخدام الحشرات على رأس الأولويات، وأوضح أنها جاءت بسبب أحد المقالات التي نشرها عبر مجلة “الأهرام ويكلي”، والتي التقط على إثرها مسؤولو سفارة جنوب إفريقيا هذه الفكرة بحفاوة بالغة، لتبدأ سلسلة من التفاهمات والتنسيق ما بين “القاهرة – بريتوريا”، لتفعيل التعاون المشترك في هذا المجال، تحت إشراف سفيرة مصر في هذا التوقيت الدكتورة مشيرة خطاب.
وأوضح أن محاضرته التي ألقاها في العاصمة بريتوريا، كان لها مفعول السحر، ليفاجئ فور عودته إلى القاهرة، بتكليف رسمي من إحدى الجهات السيادية، ببدء التنفيذ الفوري لمشروع المكافحة البيولوجية لورد النيل، والذي كان تحت مظلة التمويل الفرنسي.
المكافحة البيولوجية لورد النيل
أسرار حشرة “النيكوتينا”
أضاف أن فكرة المكافحة البيولوجية لورد النيل تعتمد بالأساس على استخدام نوعين من الحشرات جمدية الأجنحة تُشبه السوس إلى حد كبير وهما “نيكوتينا أيكورني” و”نيكوتينا مروكي”.
وأوضح أن كلا النوعين يضع البيض على سطح ورقة ورد النيل، لتبدأ بعدها اليرقات في التغذي على منطقة تكاثر ورد النيل، ما يحول دون زيادة أعداده في المتوالية المعروفة، والتي تحدث كل 11 يومًا.
ولفت إلى أنهم لجأوا للاستعانة بالأقمار الصناعية، لإجراء التقييم الصحيح قبل وبعد تنفيذ المكافحة البيولوجية باستخدام الحشرات، للتغلب على إمكانية تحرك كتلة الإصابة بفعل الرياح، اعتمادًا على خواص النبات “الطافي” فوق سطح الماء.
موضوعات ذات صلة
حشرات ورد النيل.. قواعد إكثارها والحفاظ عليها داخل المعمل
ورد النيل.. 7 أضرار صحية واقتصادية و3 مليار متر مكعب خسارة مائية سنوية
إقرأ أيضًا
نحل العسل.. برامج التغذية وأبرز اشتراطاتها ودواعي إيقافها
غاز الميثان.. أبرز أخطاء “تغذية الماشية” وسُبل تقليل نسبة الانبعاثات
لا يفوتك