فول الصويا وأبرز المشاكل التي تواجه مزارعيه على مدار الموسم وسبل تجاوزها والتعامل معها، كانت من أهم المحاور التي تطرق إليها الدكتور إيهاب سرحان – أستاذ أمراض النباتات ورئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية والعلف بمعهد بحوث بحوث أمراض النباتات، مركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح الشندويلي، مقدم برنامج «نهارجديد»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الأهمية الاقتصادية لمحصول فول الصويا
في البداية تحدث الدكتور إيهاب سرحان عن الأهمية الاقتصادية لزراعة محصول فول الصويا مؤكدًا أنه أحد المحاصيل الصيفية الاستراتيجية، بالنظر لمعدلات استهلاكه، والصناعات والأنشطة الاقتصادية القائمة عليه.
وأوضح أن معدلات استهلاك الفول البلدي لا تمثل 10/1 من حجم استهلاك وتداول فول الصويا، بوصفه الطرف الأول في معادلة إنتاج البروتين الحيواني ليس في مصر فقط وإنما على مستوى العالم.
ودلل على مدى أهمية فول الصويا، بالنظر لقيمة المخرجات التي يمكن التحصل عليها من البذرة، حيث تساهم بـ20٪ زيت، فيما يتبقى 40٪ بروتين، بعد استخلاص الزيت، لتكون هذه النسبة هي النواة الأساسية لصناعة الأعلاف، والتي تمثل بدورها العنصر الفاعل في معادلة إنتاج البروتين الحيواني.
جهود وزارة الزراعة ومراكزها البحثية
كشف «سرحان» عن الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة، ومرامزها البحثية المتخصصة كـ«معهد بحوث المحاصيل الحقلية»، لمضاعفة المساحة المنزرعة بمحصول فول الصويا، سواء على المستوى الافقي أو الرأسي، لتقليل حجم الفجوة الغذائية الموجودة ما بين معدلات الإنتاج والاستهلاك، وتقليص فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة.
ولفت إلى وجود تكامل وتعاون وثيق بين أساتذة وباحثي معهدي «بحوث المحاصيل الحقلية» و«بحوث أمراض النباتات»، لإنتاج بذور جيدة خالية من الأمراض، عالية الانتاجية، ملائمة للظروف البيئية، وذات درجة مقاومة عالية ضد الإصابة بالأمراض.
أمراض فول الصويا
قسم رئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية الأمراض التي تصيب محصول الفول الصويا إلى قسمين، الأول منها هو ما يعرف بأمراض المجموع الجذري، والثاني يختص بأمراض المجموع الخضري.
مشاكل البذور غير المعتمدة
شدد «سرحان» على ضرورة الالتزام باستخدام الأصناف النباتية التي تنتجها وزارة الزراعة من خلال مراكزها البحثية المتخصصة، لضمان خلو البذرة من الأمراض، وارتفاع درجة مقاومتها للإصابة.
وحذر رئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية من التعامل مع التقاوي مجهولة المصدر، أو استخدام أي بذور توجد عليها أي تلونات، بوصفها واحدة من الدلالات الخطيرة التي تؤكد وجود إصابة مرضية.
محاذير خاصة
نصح «سرحان» بعدم زراعة بذور التقاوي التي تظهر عليها العلامات التالية:
– ظهور أي تلونات على جسم البذرة
– البذور المتكسرة
– وجود أي ثقوب على سطح البذرة «تسوس»
– أعراض سوء التخزين
وشدد رئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية على زراعة البذور المعتمدة المعاملة بالمبيدات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تقلص من فرص انتقال المسببات المرضية الفطرية إلى النبات، سواء الموجودة في التربة أو التي تنتقل عن طريق البذرة.
وأشار «سرحان» إلى تداعيات زراعة البذور غير المعاملة بالمبيدات، موضحًا أنها تضع المزارع أمام واحد من عدة خيارات، الأول إصابة البذرة بالأمراض الفطرية وغيابها وموتها، أو ظهورها على سطح التربة مع عدم قدرتها على إتمام عملية الإنبات، فيما يعرف بـ«الموت ما بعد الإنبات»، أو تجاوز هذه المرحلة على أن يتم القضاء على النبات في وقت لاحق.
معدل التقاوي الموصى بها ونسب الغيابات
تطرق رئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية إلى بعض الأخطاء التي يرتكبها المزارعين، نتيجة عدم الالتزام بزراعة التقاوي المعتمدة، أو عدم معاملة البذور بالمبيدات قبل الزراعة، ما يدفعهم لمضاعفة كمية التقاوي، للتغلب على نسب الغيابات المحتملة.
ونصح «سرحان» بالالتزام بمعدلات التقاوي الموصى بها، والتي تعادل 30 كجم، مشددًا على ضرورة معاملتها بالمبيدات الفطرية المعتمدة، بوصفها الطريقة المثلى للوصول لمعدلات الإنبات المأمولة ونجاح الموسم.
هل يجوز معاملة البذور بالمبيدات الفطرية والعقدين؟
كشف رئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية عن عدم وجود أي تعارض بين معاملة البذور بالمبيدات الفطرية المعتمدة، وإتمام إجراءات معاملتها بـ«العقدين» قبل الزراعة، كأحد الإجراءات اللازمة لتشجيع النبات على تكوين العقد الجذرية، وتوفير الحماية اللازمة لها ضد الإصابة بالأمراض.
تبقع عين الضفدع
سلط «سرحان» الضوء على بعض الأمراض الفطرية التي يمكن أن تصيب محصول فول الصويا، ومنها ما يعرف بـ«تبقع عين الضفدع»، كاحد أشكال التبقع السلكسبوري، والذي يتأتى نتيجة إصابة البذرة بالمسبب المرضي، واستمراره على النبات حتى تكوين اللقاح، الذي تتبدى عليه علامات الاصابة.
أبرز الفوارق بين «أعفان الجذور» و«الذبول»
أوضح رئيس قسم أمراض المحاصيل البقولية أن أعراض إصابة فول الصويا بمرض أعفان الجذور تظهر في مراحل مبكرة من عمر النبات، لتحول دون استكمال مرحلة الإنبات والنمو على النحو المطلوب.
وفرق «سرحان» بين أعفان الجذور و«الذبول» موضحًا أن الأخير يستمر مع النبات، ويسمح بظهور البادرة حتى مراحل عمرية متأخّرة نسبيًا، ما بين 30 إلى 60 يومًا، قبل ان يبدأ هجومه الذي يؤدي لانسداد الأوعية الخشبية، ما يحول دون وصول الماء والغذاء، لتظهر أعراض الاصفرار وتهدل الأوراق، وصولًا لموت النبات بالكلية.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الفول البلدي.. تداعيات التعطيش قبل الحصاد وخطآن شائعان في معاملات الري